للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرومي من التذهيب والدهان رصاصا (١) كفية ساباط بالمقام، فحضروا وراهم تشطيبا من الشمس وأرسلوا للشهود فحضروا وأمرهم بكتابة محضر وأن يذكر فيه أن القبة خراب، فقال لهم القاضي المالكي ما يكتب أنها خراب ما يكتب إلا أن بها تشطيبا ويخشى عليها من الخراب، فعمل عليها بعض رصاص كان عندهم وترك الباقي حتى يصب الرصاص.

وفي يوم السبت حادي عشر الشهر كمل وسط جدار الحجر، وشرع في تكميل الرصاص الذي عمل قبة مقام الخليل ثم كمل الرصاص ثاني يوم.

وفي يوم الاثنين ثالث عشري الشهر شرع في ترخيم الحجر من داخله وأعلاه وكمل عمله في الشهر الداخل تاسع الشهر.

وفي يوم السبت ثامن عشري الشهر جعل على الرصاص على قبة مقام الخليل صندروس (٢) وأخرج حجرا من ساباط المقام المذكور الذي يصلي فيه إمام الشافعية جعل بدل المقدم منهما حجران كبيرا وصغيرا وبدل المؤخر ثلاثة وهي من الحجارة التي نقروها من جبل الشبيكة، وترك الحجران المخرجان وسط المسجد، وليس بهما عيب ولا نقص وهما أحسن وأبهج من الذين عملوا وتشوش الباش من ذلك كثيرا وفي عمل الحجر أكثر، وقد صار المسجد الحرام ملعبة لكل من أراد شيئا فعله من غير إذن


(١) الرصاص: معدن معروف، ومأخوذ من رص يرص رصا ألزق ببعضه ببعض فهو مرصوص ورصيص، وذلك لتداخل أجزائه. ويستخدم الرصاص في العمارة كعازل. انظر: محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٥٥.
(٢) هكذا في الأصول. وصندروس أو مندروس: كلمة فارسية أطلقها العجم على صمغ من الشجر أو معدن شبيه بالكهرباء يعمل منه خرز المسابح لازال يعرف بهذا الاسم إلى اليوم في العراق، أمّا في بلاد الشام فإن العامة تقول عنه: كارب. انظر: مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٢٦٠. إبراهيم السامرائي: المجموع اللفيف، ص ١١١.