للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في ليلة الجمعة سابع عشري الشهر دخل مكة أمير الأول سيدي أحمد بن ناظر الخواص يوسف بن كاتب [جكم] (١) والأمير شاهين الجمالي وجمجمة ولد ابن عثمان، وطافوا وسعوا، ورجع الأولان إلى الزاهر فباتوا به. ثم في صبيحة الليلة، خرج للقائهم السيد الشريف محمد بن بركات وولده بركات، [على ولده] (٢)، ودخلوا جميعا إلى مكة.

وفي آخر هذا اليوم سمعنا [بنعي] (٣) أبي الفتح (٤) ابن القاضي أبي حامد بن الضياء بأنه توفي في بركة الحاج (٥) وهو متوجه من مكة إلى مصر وذلك في ثاني شهر


(١) وردت في الأصول "حكم" والتعديل من ترجمته السابقة.
(٢) كذا وردت الجملة في الأصول ويبدو أن هناك سقطا، ونخمن أن تكون الجملة كذلك: "فخلع على الشريف وعلى ولده".
(٣) وردت في الأصول "بنفي"، والتعديل هو الصواب مما سيرد بعده.
(٤) هو: أبو الفتح بن الرضي أبي حامد محمد بن أحمد فتح الدين بن الضياء المكي الحنفي، ولد في ربيع الأول سنة ٨٥٤ هـ بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن وسمع من السخاوي صاحب الضوء اللامع، وسافر إلى الهند وتزوج بها ثم عاد إلى مكة بعد موت زوجته، وجلس بمكة ثم توجه إلى مصر بأولاده بحرا فأدركه الأجل ببركة الحاج في أول رمضان سنة ٨٨٦ هـ ودفن بتربة الشيخ عبد الله المنوفي وعاد أولاده إلى مكة مع الحجاج. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ١٢٥ ترجمة رقم ٣٩٥.
(٥) بركة الحاج: وهي في طريق ركب الحاج المصري حيث يسلكه جميع حجاج مصر والمغرب والأندلس والتكرور (غربي أفريقية) بعد تجمعهم في الفسطاط ثم فيما بعد بالقاهرة. وكانت تسمى "بركة الجب" أو "جب عميرة" ثم تحولت إلى اسمها الجديد لنزول الحجاج بها عند مسيرهم من القاهرة، وكذلك ينزل بها المسافرون إلى الشام. وقد اتخذها العزيز بالله الفاطمي في سنة ٣٨٤ هـ، مكانا لعرض العسكر إلى جانب كونها مكانا للنزهة، وتبعد عن القاهرة بحوالي ١٢ كيلا، وبها نخل كثير وبعض سكان وبيوت وفسقية ماء قديمة. المقريزي: الخطط ٢/ ٢٧٤، الجزيري: الدرر الفرائد ٢/ ١٣٠٩ - ١٣١٣، جلال: طرق الحج، ص ٦.