للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح ثانيه مات عبد القادر بن الخواجا جمال الدين محمد بن حسن الطاهر وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه.

وفي عصر يوم الأربعاء ثاني عشر الشهر وصلت عين حنين لبازان ونودي بالزينة في البلاد فزين كثير من الناس على قدر حالهم.

وفي صبيحة يوم الخميس ثالث عشر الشهر برز القضاة والتجار إلى الأمير الباش خير بك المعمار وهو مخيم تحت جبل حراء فدخل مكة وهو معهم ومعه النفط (١) والمغاني من الدرب والمعمارية وخلع على المهندس ابن عصفور وجماعة غيره من المعمارية، وابتهج الناس بذلك كثيرا، ثم انقطع جريان العين في هذا اليوم فقالوا مسدوده ثم جاءت آخر النهار، ثم انقطعت/قبل المغرب.

وفي صبيحة يوم الجمعة رابع عشر الشهر توجه الأمير لإصلاح ما بقي، وقال أنها تحتاج [إلى] (٢) عمل ثلاثة أشهر وأنها من يوم عمرت ما صلحت على ما ينبغي، وما يقال عن أهل مكة يسدونها كذب فإنها تحتاج إلى عمل كثير، وما عمل فيها من العام الماضي من جهة الخواجا القاري، والخواجا ابن عباد الله فقليل، وما نظفت كما ينبغي بل كانوا ينظفون شيئا من أعلى التراب ويتركون غالبه، وبعد ذلك دعا القضاة والتجار إليه وراهم العمل وأراد كتابة محضر بما عمل فقالوا وبعضهم ينبغي الصبر إلى أول الشهر، وقال أن العمل الذي تعمله يحتاج إلى عمل عشرة آلاف دينار.

وأصلح بين القاضيين الشافعي والمالكي، فإن المالكي أرسل لمصر وطلب


(١) النفط: مركب كيماوي أساسه البترول. وكان المماليك يستعملونه لا سيما وأنه متوفر في مصر، وكانت له فرقة خاصة في جيش المماليك. انظر: محمد البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ٣٥١.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.