للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حافلا. وفي صباحيتها وصل حسن (١) بن علي بن مبارك الحاكم بمكة متقدما على قافلة المدينة، وقال أنه تركها في قديد وأنهم لم يجلسوا في المدينة إلا يومين وسافروا يوم الجمعة ثامن عشري رجب، ووصلت الشريفة أم الكامل بنت عجل زوجة السيد بركات بن محمد من الوادي وفارقت زوجها به، وذلك مجيئه من الشرق بعد ارادته [قتال] (٢) جماعة من عتيبة فإنه كان بقي عليهم، وأفسدوا في الطريق واستصرخ عليهم العربان فدخلوا عليه بألفي أشرفي وثلثمائة ناقة، وأخذ في ذلك رهينة جماعة منهم، وعتب على الحمدة بسبب مسكهم لشيخ هؤلاء الجماعة من عتيبة وولده وأطلاقهم وذلك لما جاؤوا مع عمر القاري من الحجاز إلى مكة وجاءهم ولد الشيخ فمسكوه ثم أتوا به داخلا عليهم فيه فأطلقوه وخيرهم في ذلك ألفا وخمسمائة أشرفي، ومن الحمده عبد الله بن محمد النغر، أرضي الشريف في عتبه عليه بوجبه في عين السلامة، والله يؤيد السيد بركات وينصره ويزيده رفعة وعلوا (٣).

وفي يوم الثلاثاء تاسع الشهر عزل الباش مقدمه ووضع وأخاه في الحديد على مال يأخذ من ولي مقدما ألبسه الخلعة وزف على فرس بالطبل والزمر.

وفي يوم الجمعة تاسع عشر الشهر جعل سماط أحمد بن محمود [حضره] (٤) القضاة والفقهاء والتجار.


(١) هو البدري حسن ابن القائد نور الدين علي بن مبارك الحسني الحاكم بمكة، كان يتصف بالعقل والحشمة والتودد للناس والصبر على الشدة والبأس، وفي أيامه الأخيرة خف عقله، فشنق نفسه فحزن عليه والده وأخته وجميع أصحابه ومعارفه لشبابه، وجهز يوم الاثنين عاشر شهر جمادى الثاني من سنة ٩٢٦ هـ، ودفن بالحجون بجانب تربة بن زائد والخواجا محمد سلطان، وكان عمره نحو ثلاثين سنة. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٢٥.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "فقال" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٢١٨.
(٣) انظر خبر قتال الشريف بركات لجماعة عتيبة في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢١٨ - ٢١٩.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "حضر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.