للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لغيبة زوجها بجدة وولده منها، وصلى عليها القاضي الشافعي بعد العصر ودفنت بتربة سلفها، وفي ليلة الأربعاء وصل زوجها وولده.

وفي صبح يوم الأربعاء المذكور مات أبو بكر بن عبد اللطيف الصفدي الدلال والده المباشر والقباني (١) بجدة، وحمل إلى مكة فوصل به إليها ليلة الخميس وجهز ببيته وصلى عليه بالمسجد الحرام عند باب الكعبة بعد الصبح، وله رائحة قوية، ودفن عند سلفه بالمعلاة.

وفي هذه الليلة ليلة الأربعاء وصل مملوك جان بردي الذي أرسله الأمير الباش من مكة إلى مصر لأجل الكموي فيه بمصر وطلبه إلى مكة من الينبع برا أو إلى ينبع من الطور في زعيمه، ووصل بمرسومين للقاضي الشافعي، ومرسوم وخلعه للأمير الباش خير بك المعمار، فخرج الباش والترك والقضاة والتجار إلى الزاهر ولبس الباش خلعته ودخلوا معه إلى مكة ثم إلى المسجد، وجلسوا بالحطيم وقرئ مرسومه ومرسوم واحد للقاضي، وتاريخ أحدهما في رجب والثاني في شعبان، ومرسوم الباش محتوي على أن السلطان شكره على أشياء وأمره بأشياء، شكره على القبة بجبل حراء، وأمره بالاهتمام بالعين وملئ البركتين من الأبيار وأجرى عين الفضة أن يكن إلى عين بازان، وأن يعمل السد (٢) الذي عند حراء لأجل السيل لا يدخل مكة أو يضعف، وأن يفحص عن المال الذي كان وجد، وغير ذلك لو خسر بهما خسر خزايننا تحمل ذلك،


(١) القباني: نسبة إلى القبان: وهو نوع من الموازين عرف بالدقة في تقدير الوزن. انظر: علي السيد محمود: الحياة الاقتصادية في جدة في عصر سلاطين المماليك، المطبعة التجارية الحديثة، ص ٨٢. ليلى أمين عبد المجيد: التنظيمات الإدارية والمالية في مكة المكرمة في العصر المملوكي - رسالة دكتوراه غير منشورة، ص ٣٧.
(٢) لم يذكر المصنف خلال السنوات القادمة من أن الباش خاير بك عمل هذا السد عند جبل حراء، حتى ابن المصنف جار الله ابن فهد لم يتحدث عن هذا السد في كتابه نيل المنى.