للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الجمعة ثانيه بعد الصلاة اجتمع القضاة والباش والتجار بالمسجد الحرام بمصلى قاضي القضاة الشافعي بالزيادة، وقرئ مرسومان أحدهما للشرفا وغيرهم بالتوصية على المهندس الرومي المرسول من مصر لأجل العين، والثاني فيه أن يعاد الحجر بالرخام، وأن تغلق الخوخ (١) التي في البيوت على سطح المسجد.

وفي ليلة الاثنين خامس الشهر مات سنبل (٢) طواشي الخواجا شيخ محمد قاوان وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بتربة أستاذه وشيعه خلق كثير وعوضه وأهله خيرا.

وفي ليلة الثلاثاء سادس الشهر مات الخواجا تاج الدين العجمي، وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وقيل له أولاد ثلاثة وأخ وأوصى للقاضي الشافعي بعشرين دينارا.


= والشامي … إلخ، كما تضاف المهنة إلى ألقابه للتعريف به كالعطار، والبزاز، والسبحي، ولذا يعرف المصنف بشيخون بقوله "الهندي السبحي" والسبح من الصناعات القديمة بمكة وهي صناعة لموسم الحج، وكانت السبح تصنع من مختلف الخامات والأخشاب مثل خشب الصندل، وشجر الحمر، والعودة الخام، ومن نواة التمر، وكان من أغلاها ثمنا "اليسر" وهو شجر بحري يغوص على إستخراجه جماعة من زبيد على سواحل البحر الأحمر، ثم تطورت صناعة السبح وصنعة من البلاستيك والصدف، وحجر البترهير وغيرها. انظر: محمد عمر رفيع: مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص ١٤١ - ١٤٢.
(١) الخوخ جمع، مفرده خوخة: وهي المخترق بين شيئين وسواء بين دارين أو بين طريقين، كما تطلق أيضا على كوة تدخل الضوء إلى البيت. وتدل في العمارة على باب صغير في الباب الكبير للمبنى للإستعمال اليومي دون حاجة إلى فتح الباب الكبير، أو فتحه في الجدار أو السور لتسهيل دخول وخروج الناس. انظر: محمد محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٤٣.
(٢) هو سنبل الأشرفي الطواشي، ويقال له سنبل الصغير للتميز عن آخر أكبر منه. كان خازندار أستاذه، وهو ممن حج في خدمة خوند. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢٧٢.