للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر هذا اليوم ماتت زوجة قاضي زادة (١) العجمي، وصلى عليها صبح يوم الأربعاء عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بالشعب الأقصى، وأوصت إلى قاضي القضاة الشافعي، وذكرت أن عليها ديونا برهون وله عشرون دينارا، وأوقفت بيتها الذي كان ببيت القاضي أبي البركات بن ظهيرة وسكنه بجدة يكون ثلثه وقف على القاضي، والباقي وقف على التربة وما فضل يكون لمعتقها، والبيت يكون وقفا على الجبري زوج جاريتها وعلى أولاده ثم بعدهم على التربة والمعتقين.

وفي يوم الأحد حادي عشر الشهر مات الشيخ بن كحليها المكي، وصلى عليه بعيد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وخلف أولادا ذكورا أربعة وبنتا ودنيا.

وفي يوم [الاثنين] (٢) ثاني عشر الشهر مات محمد الحلبي خادم المشيري ومؤدب أولاد الخواجا عمر القاري، وصلى عليه صبح يوم الاثنين ودفن بالمعلاة وكان متضعفا لكنه يروح ويجي، وفي يوم السبت رأي كذلك وفي يوم الأحد بخلوته، وقيل أوصى فلم يوص فحمل إلى سكنه فمات، وله جارية كان أشتراها وأعتقها وتزوجها، وقيل له أخ ببلده وأن معه بعضهم قال خمسمائة، وبعضهم قال أربعمائة وثلثمائة ومعه كتب والله أعلم بصحة ذلك، وكان يرى أنه من الفقراء ثم أخبرت أنه لم يوجد له شيء. وفي ليلة الأحد ثامن عشر الشهر مات الشيخ شمس الدين محمد الحمصي نزيل


(١) هو: زادة العجمي الخرزباني الحنفي، ويعرف بالشيخ زادة قدم من بلاده إلى حلب سنة أربع وتسعين وثمانمائة، وهو شيخ ساكن يتكلم في العلم بسكون ويتعانى حل المشكلات، عالما بالعربية والمنطق، دخل القاهرة وولى تدريس الشيخونية ومشيختها، واستمر فيها إلى وفاته سنة تسع وثمانمائة ودفن بالشيخونية. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢٣١، رقم الترجمة ٨٨٢.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "الأحد" وما أثبتناه هو الصواب.