وفي يوم السبت ثالث عشري الشهر وصل خزندار الأمير الباش لمكة.
وفي ليلة الأحد ثانيه مات الشيخ عيسى بن أحمد بن عيسى الصالحي الحنبلي المقرئ، وصلى عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بتربة سلفنا ﵀ وإيانا، وخلف أما وزوجة وذكرا وأنثى عوضهم الله خيرا.
وفي يوم الاثنين خامس عشري الشهر ختم على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر بن أبي بكر القرشي الحلبي الشهير بابن الشحام كتاب الشفاء للقاضي عياض رحمه الله تعالى بالرواق بالمسجد الحرام، وسمعه ولدي جار الله وجماعة غيره وأوله.
وفي هذا اليوم شمرت ثياب الكعبة ويقول الناس احرام الكعبة.
وفي ليلة الثلاثاء سادس عشري الشهر وصل دويدار القاضي ناظر الخواص الشريفة بالقاهرة ويسمى الشهابي أحمد، ثم جاء الناس شيئا في النهار وتتابعوا في اليوم الذي بعده.
وفي عشاء ليلة الخميس دخل أمير أول نوروز (١) تاجر المماليك وأمير أربعين وطاف وسعى وعاد للزاهر، وفي صبيحتها خرج للقائه السيد الشريف/قايتباي بن محمد ابن بركات وعسكره، وقاضي القضاة الشافعي وجماعته، والباش وخير بك المعمار وبعض التجار، وأخلع على الشريف والقاضي والباش والخواجا قاسم الشرواني وشيخ السلطان وكاتب عرضية عليها أبهة ووقار وفيها أربعة من المماليك الكتابية على
(١) وهو نوروز تاجر المماليك وأمير أربعين، كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وقد أخلع عليه السلطان الغوري وعينه أمير حاج بالركب الأول في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول من هذا العام ٩١٦ هـ. وتوفي الأمير نوروز في يوم الاثنين رابع عشري ربيع الآخر عام ٩٢٢ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٥/ ٤٧/٤/ ١٨٤. الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٥٧.