(٢) يشير المصنف إلى موضوع الخلاف بين علماء وفقهاء مكة في حل القهوة أو حرمتها، ويبدو من سياق الأحداث أن نبرة المنادين بالحرمة كانت عالية لأن الناس كانوا يطحنونها ويخمرونها حتى تسكر ويجتمعون حول شربها في مجالس يلعبون فيها، ولذا كتب محضر بشأن القهوة في مكة المكرمة وذكر فتاوى العلماء وذوي المعرفة، ويوجد نص لهذا المحضر في كتاب "عمدة الصفوة في حل القهوة" للجزيري. تحقيق: عبد الله الحبشي. ولقد اشتمل المحضر على العناصر الآتية: ديباجة المحضر، وأنه كتب في عهد الجناب العالي خاير بك المعمار ناظر الحسبة الشريفة بمكة وباش المماليك السلطانية فيها، وتاريخ توقيعه وهو يوم الجمعة ٢٣ من ربيع الأول سنة ٩١٧ هـ، واعتبر الأميران أن التكلم في موضوع القهوة من تبعات وظيفة الحسبة، وممن حضر الاجتماع قاضي القضاة النجمي المالكي، والشيخ شهاب الدين، والشيخ عفيف الدين الحضرمي الشافعي، وعبد النبي المغربي، كما حضر من الأطباء الشيخ نور الدين الكازروني وأخيه علاء الدين وهما الطبيبان المعالجان للشريف بركات وأخيه قايتباي، وكانت نتيجة الاجتماع مما صدر في نهاية المرسوم أن شرب القهوة على الشكل الذي وصف به حرام بإجماع الحاضرين، ولما تم الأمر على ذلك أشهر النداء بمكة بالمنع من تعاطي القهوة. انظر: الجزيري: عمدة الصفوة في حل القهوة، ص ٥٩ - ٦٣.