كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل جمادى الأولى ليلة الأحد سنة سبع عشرة وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1784

وتوجهوا إلى عند دكان أبي الفضل بن أبي علي فوجدوا [نقارة] (١) الشريف فشقوا النقارة واستلبوا النساء والرجال فهرب الناس، وسمعت أنهم ركضوا وراهم الخيل إلى شعب عامر وشعب علي (٢) بسوق الليل، وذهب للناس شيء كثير من مصاغ وغيره، وقالوا أنهم فعلوا هذا لما فعل في الزينة من المحرمات، فما المحرم الذي عند العبيد! وبعض [المنقطعين] (٣) أعجبه هذا الفعل وقال لأجل المحرمات، فيا عجبي ما كان هذا يزول بالأخف وهو النهي عن التصاوير (٤)؟.

وفي يوم الاثنين المذكور مات ابن أبو اليمن بن الإمام عبد الحق بن علي بن أبي اليمن النويري وعمره ثلاث سنين أو أربعة، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن عند سلفه بالمعلاة. وسمعنا أن عبد البرهان السمرقندي وصل إلى السيد بركات مع الشريف عرار ومعه مراسيم [وأوراق] (٥) للناس ثم أراد أن يسبق بالمجئ إلى مكة فمنعه الشريف فما سمع وتقدم فلاقاه جماعة من عنزه (٦) مرحلين فقاتلهم وقتل

---

(١) وردت الكلمة في الأصل "بفارة" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) شعب علي: وهو شعب الهاشميين الذي ولد فيه سيدنا علي كرم الله وجهه. وهو أحد أحياء مكة القديمة والمشهورة والتي ظلت موجودة في العصر المملوكي في المعلاة. وهي من روافد وادي إبراهيم، يسيل من جبل أبي قبيس والخندمة ويدفع ماؤه في سوق الليل بجوار المسجد الحرام في طرفه الشرقي. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ١٧٥، الفاكهي: أخبار مكة ٥/ ١٠٢. النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٣٥١. البلادي: أودية مكة المكرمة، ص ٢١.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "المتنطعين" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) يشير المصنف إلى بعض أخلاقيات المماليك وعيوبهم، وهي أنهم كانوا إذا سكروا يخرجون بخيولهم وينطلقون بها إلى الشوارع والدروب يضربون المارة ويرعبونهم ويسلبونهم ويعتدون على الحرمات، وكانت السلطة قاصرة على منع ذلك في أغلب الأحيان.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "وأرواق" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.
(٦) عنزة: من أكبر القبائل العربية اليوم، تمتد ديارها في شمال الحجاز من خيبر إلى شمال شرقي -