للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مداميك (١) بيض، وأربعة سود وسمك كل مدماك مقدار سبعة أصابع، ونقلها بالنورة والجبس والرصاص على هيئته القديمة من غير زيادة ولا نقص، وكتب علوه في الرخام الأبيض اسم من عمل من الملوك وتاريخ [عمارتهم] (٢) وعمارته الأخيرة، وصورتها الأخيرة، وصورتها بعد البسملة: ﴿وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ﴾ (٣) الآية. هذا الحجر الشريف والحرم المنيف لما ظهر به الخلل واحتاج إلى الإصلاح والعمل أمر بإنشائه وتجديده وإحكامه وتشييده [المفتقر] (٤) إلى رحمة ربه المتضرع إليه في توفيقه، ومغفرة [ذنبه] (٥) من يرى في الله بحسن الاعتقاد فملك المماليك وأنفذ حكمه في قاضي العباد من ذلك إليه/وعليه وتعطف وجاد بإحسانه لديه وتلطف والهمة لعمارة هذا الحجر المشرف فهو السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قانصوة الغوري رزقه الله في الدارين السعد الدوري ونصره وأيده وأسعد قاصدا به وجه الله تعالى، ونوى به خيرا وله سموا برحمته يوم إحسانه بحق محمد وآله وأصحابه، وذلك بتاريخ شوال أحد شهور السنة سبعة عشر وتسعمائة من الهجرة النبوية (٦). وذلك بعد ترخيمه برسم


(١) المدماك: الساق من البناء وكل صف من اللبن أو الطوب أو الحجارة، وما زال هذا المصطلح مستخدما بهذا المعنى إلى الآن. انظر: محمد أمين وأخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ١٠٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "عمارتكم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) سورة البقرة: الآية (١٢٧).
(٤) وردت الكلمة في الأصل "للمفتقر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "دنبه" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) ورد ذكر هذه العمارة - عمارة السلطان الغوري للحجر - التي حدثت سنة ٩١٧ هـ في عهد السلطان الغوري في أكثر من مصدر، وهذه العمارة تحمد للغوري فرغم انشغاله العسكري، وضعف حركة التجارة، إلا أنه لم يبخل على عمارة المسجد الحرام، انظر خبر هذه العمارة في: ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٠٠. النهروالي: الأعلام، ص ٢٦٠. ابن العماد: شذرات الذهب ١/ ١٦٠. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١٧١.