للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجميع من بالجلبة إلا تاجرين فماتا أحدهما رومي والآخر حلبي، أخو الحانوتي التاجر الذي بمكة وذهب جميع ما في الجلبة إلا اليسير وتوصلوا في جلبه كانت معهم إلى ينبع.

وفي يوم الأربعاء شرع في عمل جدر زمزم فقشروا ما فيه من النورة وأخرجوا ما فيه من الحجارة والرخام، وجميع ما خرج منه ومن الحجر من النورة والجبس جعل دكه في زيادة على من الركن الذي يجلس فيه القلندرية (١) إلى درجة بيت الشيخ عز الدين راشد، وبنوا وجهها بالتقاسيم ونقل بالمدر والآجور ومدر أعلاها، ويقال: أنهم ينورون وجهها.

وفي هذا الشهر طلع سعر الحب الغرارة إلى عشرة أشرفية وشيء نحو النصف، والرطل السمن، والسليط إلى ثلاثة محلقة ونصف، والسيرج (٢) إلى محلقين ونصف، والرطل الجبن الطري بمحلق وربع، واللحم رطل وربع ونصف بمحلق (٣). وحصل بين القاضيين الشافعي والمالكي قالات بسبب هلال رمضان، وكتابة المحضر الذي ذكرناه


(١) القلندرية: كلمة أعجمية معناها: المحلقون. انتشر اتباعها بمصر وبلاد الشام والعراق. وهي فرقة صوفية تميز أتباعها بحلق رؤوسهم وشواربهم ولحاهم وحواجبهم. وكان للفقهاء موقف متشدد منها لتحلل أتباعها من بعض الفرائض الدينية، كانوا يجتمعون في مكان خاص بهم يعرف باسم: القلندرخانة. انظر: ابن طولون: أعلام الورى، ص ٦٠. السامرائي: المجموع اللفيف، ص ٥٥. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٥٣.
(٢) السيرج: زيت السمسم.
(٣) كانت أسعار السلع وخاصة الحبوب الغذائية تتأثر بحالة البلاد الخارجية المنتجة لها، ففي هذا العام (٩١٧ هـ) تأثرت اليمن بحالة من القحط والجفاف، بالإضافة إلى أن ذلك حدث في مصر بصورة أوسع إذ شح النيل، وهجمت الفئران على الحقول وقرضت القمح والشعير وهي في سنبله مما أدى إلى انقطاع وصول المواد الغذائية إلى مكة، ومما زاد الطين بلة أن المعونات البسيطة التي كانت ترد إلى مكة غرقت في البحر بسبب العواصف والأمواج في بحر ينبع - كما ذكر المصنف في هذه السنة - انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢١٧. ضيف الله الزهراني: أسعار المواد الغذائية بمكة، ص ٨٩ وما بعدها.