في رمضان كتب الشافعي وأخذ فيه خطوط الناس، فتغيظ المالكي وقال أنا أيضا أكتب محضر بصورة ما أثبت وأخذ فيه خطوط الناس، ثم سعى بينهما بالصلح فاجتمعا عند الشيخ عبد الكبير بن الشيخ ياسين بن الشيخ عبد الكبير ببيته بسوق الليل وتعاتبا كثيرا وأصطلحا صلحا مليحا.
ثم في يوم الجمعة ثاني عشر الشهر اجتمعا عند الأمير الباش فاصلح بينهما وأسقاهما سكرا، والله يصلح بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم.
وفي يوم الخميس حادي عشر الشهر فرغ شغل الحجر.
وفي هذا اليوم ماتت زينب بنت محمد بن الأقواسي البصري، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند والدتها وأخوتها، وخلفت ولد ولدها أبي عبد الله شيبة الحمد الفيومي، وزوجها محمد بن مخراق.
وفي ليلة السبت عشري الشهر ماتت ست من يراها بنت حسين بن عبد اللطيف السقطي، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند أهلها.
وفي هذا اليوم شرع في ترخيم جدر زمزم الذي هو على الحطيم مقابل البيت وفرغ منه يوم الخميس/خامس عشري الشهر. وفي صبح يوم الاثنين ثاني عشري الشهر سافر إلى جدة قاضي القضاة الشافعي، وفي ظهر ثانيه سافر الأمير الباش إلى جدة، وفي أول ليلة الثلاثاء ثالث عشري الشهر سافر القاضي المالكي إلى جدة، وفي يومها سافر الخواجا الشمس القاري لجدة، وكلهم بسبب رؤية ما أمر به السلطان في مراسيمه أن يبني في البحر سورا وواعدهم الشريف قايتباي أن يجيهم يوم الجمعة، وسمعت عن الباش أنه يقول ما يحتاج لذلك وأن اتفقوا على العمل عملت وأن لم يوافقوا يراجعون السلطان، والله أعلم بما يكون.