كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل ذي الحجة ليلة الخميس سنة سبعة عشر وتسعمائة - ج: 3 - ص: 1825

وجاء في هذا الشهر لصاحب مصر من الصوفي مكاتبه بعد قتله شاهي بك صاحب سمرقند، وفي المكاتبة بيتان هما:

السيف والخنجر ريحاننا … آف على النرجس والأس

شربنا من دم أعدائنا … وكاسنا جمجمة الرأس (١)

---

(١) البيتان أرسلهما إسماعيل شاه الصوفي يتهكم على سلطان مصر قانصوه الغوري، وسبب ذلك أنه أشيع في إيران بأن سلطان مصر مشغول بزراعة الأزهار عن الحرب والقتال، فكان ذلك سببا في إرسال البيتين، ولقد ورد صدر البيت الثاني بقوله "مدامنا" بدلا من كلمة "شربنا" عند ابن إياس في حوادث سنة ٩١٧ هـ. وعندما علم سلطان مصر بهاذين البيتين، تبارى الشعراء في الرد على سوء أدب الصوفي في مخاطبة الملوك، فقال ابن الحجار:
يا قائلا أف على نرجس … أف على الباغي على الناس
فإن خير الناس من لا يرى … شرب دم المسلم في الكاس
وفي رواية لابن إياس أيضا إن هذين البيتين أرسلا بعد أن حز الصوفي رأس أزبك خان ملك التتار، وجعل جمجمة رأسه كأسا يشرب فيها الخمر. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٢١ وما بعدها.