للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد ثامن عشر الشهر مات الشيخ العلامة المقرئ القدوة الزاهد الجامع بين الشريعة والطريقة والحقيقة إسحاق بن محمد الكجراتي المفتي الحنفي المعروف بقاضي منان بن مولانا الشيخ الملقب بجودة ونفع به، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفنا رحمهم الله تعالى آمين، وعمل عليه نصب (١)، كان وجعه من يوم الخميس.

وفي فجر يوم الأربعاء ثامن عشري الشهر مات الشيخ الصالح المعتقد الجيد محمد ابن أحمد بن موسى بن علي المشرعي العجيلي اليمني المشرعي نزيل مكة المشرفة، بعد وجع ثمانية أيام، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة، بعد أن نادى الريس أبو بكر بالصلاة عليه فوق ظلة زمزم، ودفن بالمعلاة بالقرب من شيخه الشيخ أحمد بن يحيى المبارك، والشيخ المذكور وكلهم بالقرب من الشيخ أبي الكرم علي الشولي، ونفعنا بهم، وشيعه خلق كثير ورفع على الرؤوس وكانت جنازته من الأفراد، وخلف ولدا ذكرا أو أكثر وزوجتين، وله أتباع ومريدون وأذكار وأوراد معهم (٢)، وصلى معه على زوجة للمذكور، وبنت لناصر الدين دجاجة أخت محمد ولد دعافس بن مفتاح البقيري، ودفنوا كلهم بالمعلاة.


(١) ولقد أكدت الأحاديث النبوية الشريفة على أن النبي نهى عن البناء على القبر وتجصيصه، وعمل نصب عليه، والكتابة عليه واتخاذ المساجد والسرج عليه، ومن هذه الأحاديث ما رواه مسلم عن جابر قال: "نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه". انظر: الإمام مسلم: صحيح مسلم، القاهرة، المطبعة الأميرية ١٢٩٠ هـ، ٣/ ٣٨٧. الشوكاني: الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية ، ص ٧٢.
(٢) المريد: من مراتب الصوفية، والمريد هو المتجرد عن إرادته، الذي دخل في جملة المتواصلين إلى الله بالاسم، جمعه: مريدون. انظر: مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٣٩٤. ويقصد المصنف أنه كان عالما متصوفا له حظوة ومكانة، فكان له كثير من الأنصار والأتباع يقرأ معهم في المجالس من الأذكار والأوراد.