للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فطاح (١) مغشيا عليه، ثم أنه ضرب زين الدين إلى أن [طاح] (٢) على الأرض، ثم وضع في رقبته منديل وسحب إلى بيت الأمير وهو ساكن ببيت الظاهر فضربه ضربا كثيرا، قال بعض من كتب [في] (٣) أوراقه بمكة أنه كسر عليه ستون [أو] (٤) سبعون خيزرانة (٥)، وأنه بعيد أن جاء منه شيء فاجتمع بالأمير القاضي الشافعي والتجار، إما بطلب الأمير لهم أو غيره وأمرهم أن يكتبوا محضرا بأن زين الدين سكران ولم يخرجه لهم، فقال القاضي الشافعي نكتب على غائب حتى نراه وأرسلوا للسيد الشريف يخبرونه وينتظرون جوابه، وسمعنا شيئا آخر لم يتحقق شيئا، وما تحققناه كتبناه والله يصلح أحوال المسلمين (٦). ثم سمعنا أن الأمير طلب القاضي الشافعي والتجار، وأن القاضي تكلم على الباش وأرادوا الصلح بينهم، وأن يلبسه خلعة ويروح إلى بيته فما رضي يلبس [فقام] (٧) الأمير بنفسه وألبسه خلعة وأركبه فرسه وتوجه لبيته، ومنع بركات السنابيق والقبان (٨) والعتالين، ويقال: أنه أرسل عبدين لمصر، وأرسل للشريف


(١) طاح: بمعنى وقع على الأرض، ومن كثرة استعمالها صار إلى العامية أقرب. انظر: ابن منظور: لسان العرب ٦/ ٢٩٣، مادة (سقط).
(٢) وردت الكلمة في الأصل "طلع" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٤) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٥) الخيزران: نبات تتخذ أعواده عصيا، ويستخدم في البناء. انظر: محمد كمال صدقي: معجم المصطلحات الأثرية، ص ٥٧.
(٦) يعلق المصنف على ظاهرة تدبير المكائد لكبار الموظفين، حيث دبرت مؤامرة لزين الدين المحتسب، وتمت إهانته بواسطة العبيد، وألصقت به تهمة السكر الباطلة حتى أن القاضي الشافعي شك في التهمة، والحادثة تدل على أسلوب التآمر الذي كان شائعا في ذلك العصر.
(٧) وردت الكلمة في الأصول "فقال" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٨) القبان: نوع من الموازين عرف بالدقة في تقدير الوزن. انظر: ليلى أمين عبد المجيد: التنظيمات الإدارية والمالية في مكة المكرمة في العصر المملوكي، رسالة دكتوراة غير منشورة، ص ٣٤٦.