للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أول وقت فوصل لجدة يوم السبت سابع الشهر ودخل جدة وجلس بالفرضة التي له وتوجه فريقه إلى قرب جدة.

وجاء لمكة الشريف قايتباي وهو وجعان ليلة الأحد عافاه الله وشافاه وجلس بها أياما، ثم توجهوا للوادي واجتمع زين الدين بالسيد بركات وما علمنا ما اتفق، ونادى السيد بركات للسنابيق والقباني والعتالين أن يطلقوا بالأمان [والاطمئنان] (١)، وألبس زين الدين خلعة وطيب خاطره وجاء الباش للسيد بركات فأسمعه كلمات مزعجة، ويقال: أنه كتب محضر بجميع ما أتفق للباش وأرسل للسلطان، ثم أرسل للباش أيضا قاصدا (٢).

وفي ليلة الأحد ثامن الشهر مات محمد بن مبارك بن حليمة المكي، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

وفي ليلة الثلاثاء عاشر الشهر مات أبو زمير مبارك الزنجي عتيق قاضي القضاة الفخري أبي بكر بن ظهيرة، وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وكان بجدة ووجع بها فحمل إلى مكة.

وفي آخر يوم الخميس ثاني عشر الشهر مات صاحبنا وصديقنا الشيخ كمال الدين الفضل (٣) بن يحيى بن أبي/الخير بن محمد بن عبد القوي المكي، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته أمين، وصلى عليه بعد صلاة الصبح يوم الجمعة ثانيه عند


(١) وردت الكلمة في الأصل "والاطمان" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام، ج ٣، ص ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٣) هو فضل بن يحيى بن محمد بن عبد القوي الكمال المكي المالكي شقيق معمر وجعفر وإدريس. ولد في شوال سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتب غيره. واشتغل ببلده والقاهرة في الفقه والنحو وغيرهما، وسمع من السخاوي بالقاهرة وبمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ١٧٤، رقم الترجمة ٥٨٨.