للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى جهة الصوفي (١) غير المشاه، وأن صاحب بلد الروم (٢) ولي ولدا له وزوجة ثانية، ووكل أخاه قرقد بجهته وخرج في تسعين ألف فارس إلى جهة الصوفي فإنه أخذ بعض بلاده كما أخذ بلاد صاحب مصر، والله [ينصره] (٣) على هذا الباغي الساعي في الأرض الفساد (٤). وأشيع قبل هذا أن أخا [ولد] (٥) صاحب الروم الذي تولى بعد أبيه خرج على أخيه ثم جاء لصاحب حلب وهو بها، وأن صاحب مصر قال لصاحب حلب احتفظ به حتى أرسل لك من يأتي به إلي، والله أعلم بذلك كله (٦).

وفي آخر يوم الثلاثاء سادس عشري الشهر ماتت خديجة بنت القاضي شهاب الدين الحمراوي الدمشقي، زوجة الخواجا المحيوي عبد القادر بن فريوات الدمشقي وأم ولده ولي الدين أحمد، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند زوجها خلف حوش تربة أم سليمان بالقرب من الطريق ومن تربة الحويزية.


(١) يقصد به إسماعيل شاه الصفوي.
(٢) صاحب الروم هو السلطان محمد بن بايزيد بن عثمان.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "ينصر" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٤) لم تكن مكة بمعزل عن الأحداث الدائرة أنذاك خارجها بين العثمانيين والصفويين، وهو يشير هنا إلى إحدى دورات ذلك الصراع خاصة وأن الشاة إسماعيل الصفوي كان شرسا في حروبه شديد الفتك بأهل السنة ولقد صمما على فرض المذهب الشيعي، مما دفع بالدولة العثمانية إلى حربه لحماية أسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم السني بصفة عامة. انظر: محمد نصر: الإسلام في أسيا منذ الغزو المغولي، ص ٢٤٠. الصلابي: الدولة العثمانية، ص ٢٩٢.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "الولد" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٦) يشير المصنف إلى بعض الأحداث التاريخية المهمة التي كانت سببا في إشتعال الأزمة بين المماليك والعثمانيين، إذ كان بعض الأمراء العثمانيين يفرون إلى مصر عندما يحتدم الصراع على السلطة بين أبناء البيت العثماني، من ذلك هذه الحادثة عندما التجأ الأمير أحمد أخو السلطان سليم خان إلى حلب يريد اللجوء إلى مصر، ورحب السلطان بمقدمه نكاية في أخيه سليم خان. انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٣٠٣.