للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو طالب علم يحضر المجالس (١) لكنه زيدي فحضر في درس الأمير الباش، وفيه القاضي شمس الدين التنائي، وشهاب الدين أحمد، والشريف أبو القاسم ابنا القاضي أبو السعادات بن أبي العباس المالكي وتكلموا في مسألة الخير والشر، فقال هذا الخير من الله والشر من الإنسان والشيطان، فقالوا له الكل من عند الله فلم يرجع وانفض المجلس على ذلك، ثم بقا أحمد وأبو القاسم ولعلهم تساببوا [فحصل] (٢) له ضرب فسمع الأمير (٣) فأرسل من مسكه ووضع في الحديد وحبس إلى ثاني يوم، وعقد مجلس عند الأمير بالمذكورين والحنفي ابن المرشدي، ونائب الشافعي القاضي شهاب الدين أحمد وجماعته، والشيخ ابن ناصر، والشيخ أيوب ذكروا أنه يلزمه التعزير، فادعى عليه عند الحنفي فقال يأت عند أقوام يعتقدون ذلك والآن لما ظهر لي الحق رجعت وتبت فأمر بتعزيره يضرب تسعة وثلاثين سوطا ويدار به البلد ففعل ذلك به وأطلق. وفي ثاني يوم أو اليوم الذي بعده وجد عمر المدعي الصلاحي المؤذن بالمسجد الحرام سكرانا بالشبيكة وعربد على الناس فاشتكى للأمير الباش فأرسل فطلبه وضربه وحبسه، ثم في ثاني يوم ضرب مقترحا، وأرسل به إلى الحاكم بمكة مبارك (٤) بن بدر بن هجين، وقال


(١) يقصد بها الدروس العلمية المقررة في مواعيد منتظمة ويحضرها الناس من جميع الأعمار، وبعض هذه المجالس يتم عقدها بناء على وقفيات أو أجور تدفع للقائمين عليها من العلماء. انظر: خالد الجابري: الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي، ص ٣٥٢ - ٣٦٥.
(٢) وردت الكلمة في الأصل [فصل] والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد به الأمير الباش خاير بك.
(٤) وهو زين الدين مبارك بن بدر بن هجين السحرتي الحسني، توفي في صبح يوم الأحد ثالث عشري ذي الحجة سنة ٩٣٥ هـ بعد مرض طويل نحو سنة، ودفن بالمعلاة، وكان محمود السيرة كثير العبادة والتلاوة، وقد ترك الحكم لابن أخيه القائد مرشد بن مفتاح الحريري من مدة خمس سنين وأكثر. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٦٨.