للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضهم له عن مصر أحد وثلاثون يوما، وبعضهم قال له شهران ولم نسمع خبرا. وفي يوم الثلاثاء ثانيه وصل خبره لمكة، وفي هذا اليوم وصل قاصد من الشيخ عامر صاحب اليمن وهو ابن بيد واسم القاصد الهجين، وهو متردد لمكة ولقب بذلك لسرعة مشيه وله عند زبيد ثمانية عشر يوما، وقال كان/عادته يجيء لمكة في عشرة أيام، [ومعه كتب الشيخ للسيد الشريف بركات، وأخبر الناس بمكة قبل أن يتوجه للشريف أن الفرنج] (١) جاءوا لعدن في سبعة عشر برشة وغراب ونزلوا على عدن وتسوّروا عليها ودخلوا فقاتلهم أهل البلاد فقتلوا منهم خلقا [وأسروا] (٢) تسعة توجهوا بهم إلى عند الشيخ بزبيد فلما أنكسروا رموا بأنفسهم من السور، وكان ممن قتل منهم بعض كبارهم فخرقوا السفن التي في البندر وغرقوها، وتوجهوا لكمران وهم بها كلهم، والشيخ (٣) جعل على كل ما من أعمال مملكته عسكر يمنعونهم الماء.

وفي ليلة الأربعاء بعد المغرب توجه الأمير الباش والأتراك لجدة.

وفي هذه الليلة وصل لمكة محب الدين بن الضانى ويحيى أخو محمود [الفومني] (٤) ومن معهما من اليمن برا كانوا متوجهين إلى عدن فتحققوا الخبر فأرادوا الرجوع فما رضي صاحب الجلبة يرجع وحللوا له النول وجعلوا له مبلغا فلم يرض، فنزلوا من الليث وجاءوا في خمسة أيام إلى مكة، ورجع بعض من في الجلبة في زعيمة أو سنبوق، وكان بعض الجلاب قبلهم توجه لعدن فيقال أن بعضهم بالجزيرة. وفي يوم


= وهي بكر، وعمرها نحو أربعين سنة. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٩٩.
(١) ما بين حاصرتين أورده ناسخ الأصل في هامش المخطوط العلوي للورقة ٢١١ ب.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "وسروا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد به الشيخ عامر بن عبد الوهاب صاحب اليمن.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "المفومن" والتعديل من (ب) وهو الصواب.