للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السبت ثامن الشهر رأيت (١) ورقة وصلت من جدة، وفيها أن الشيخ عامر بن طاهر قتل جماعة من الفرنج ومسك بعضهم فسألوه في فداهم فامتنع ووضعهم في بيت الجبر حتى ماتوا، وأن ثلاثة مراكب من كاليكوت فتحها الشيخ وشجها بالمقاتلة وأرسلهم للباب ولم يصح، وأنه أرسل ورقة للشريف بركات، وفيها إذا وصلت مراكب السلطان لقتال الفرنج مهما أرادوا من المصروف والنفقة فعندي.

وفي يوم الأحد ثانيه مات الخواجا شمس الدين محمد العجمي الشهير بأبي [الوفاء] (٢) صهر المالكي ابنته أم الحسين، وكان وجعه من ليلة السبت، وأظنه يوم السبت كتب وصية وأسندها للشريف منصور وذكر الدين الذي عليه وهو خمسة وسبعون أشرفيا للخواجا بلحجا، ولمحمد بن القرنين، ولأبي اليمن الطحطاوي، وجعل لأخته خمسمائة دينار، ولمملوكه سفريه الذي بمصر خمسمائة دينار، وعتق بعض العبيد وجعل لبعضهم خمسين خمسين، وختم بيته جماعة القاضي الشافعي وفيهم أخوه بدر الدين، وأحمد ابن حزيمه، ووجد مع بعض العبيد خمسة وتسعون دينارا [ومصاغا] (٣) فأخذها جماعة القاضي، وأمر أخوه بضرب العبدين خمسمائة خمسمائة وحبسهما، فسمع الشريف منصور فقال سيدهما أعطاهما ذلك وأعطاهما الوصية، فقال أخو القاضي هذه [مزورة] (٤)، وصلى عليه بعيد العصر عند باب الكعبة، ودفن بتربة أصيل أبي زوجة القاضي المالكي. وفي صبح يوم الاثنين ثانيه عاشر الشهر وصل القاضيان الشافعي والحنبلي من جدة على خيل، وكان خروجهما من جدة عصر يوم الأحد من غير إشعار أحد فان الشافعي جاء لأجل زفة المولد ويعود بسرعة.


(١) أي المصنف رحمة الله (العز ابن فهد).
(٢) وردت الكلمة في الأصل "الموفا" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "وساعا" وفي (ب) "ومساغا" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "مزوه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.