للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الاثنين ثاني الشهر مات المعلم الثاني مبارك عتيق الفرنجي شهيدا تحت ردم تراب [بيت] (١) فيه صهريج وكان معه اثنان سلما، وصلى عليه بعد العصر [عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة] (٢).

وفي ليلة الثلاثاء ثالث الشهر وصل الأمير الباش قطلباي لمكة من جدة وذلك بعد أن سمع بجدة توجه الفرنج إلى جهة الهند، والله يسمعنا عنهم ما يسرنا.

وفي ثانيه يوم الأربعاء رابع الشهر ماتت بنت صديق بن قديح، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة، وخلفت زوجا وهو أحمد بن علي المريسي، وأخا. وسمعنا بوصول جلبة من الطور ثم تبين كذب ذلك وأن الذي وصل عبد الخواجا أبي الوفا، والمملوك إلى الآن بمصر ومعه نقد خمسمائة دينارا وحمل ونصف قماش، ووضع زين الدين يده على ذلك.

وجاء الخبر إلى مكة أن الفرنج عادوا إلى كمران، وأن جلابا كانوا متوجهين إلى اليمن وغيرها فسمعوا أنهم بكمران فجلسوا بجازان إلى أن سمعوا بخروجهم منها توجهوا فصادفوا رجوعهم فأخذوهم، ويقال: أنهم ثلاثة أو أربعة فبالغوا فيهم وقالوا تسعة، والله أعلم بصحة ذلك، والله يأخذهم ويريح البلاد والعباد منهم.

وفي يوم الجمعة ثالث عشر الشهر وصلت أوراق لمكة بحرا من الأمير خير بك المعمار الذي كان باشا لمكة لجماعة في زعيمة، وفيها أن السلطان رضى عليه وألبسه خلعه وعلى جميع جماعته، وقال الباش أنه وزن (٣) عشرة آلاف غير الهدية، وقال


(١) وردت الكلمة في الأصل "بيتى" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٣) الأصل في النقود أن تؤخذ عددا، ولكن لجأ الناس إلى الوزن عند ما كثر الزغل "التزيف" في العملة.