بعضهم عشرين ألفا بالهدية والله أعلم، وفي أوراقه أنه تكلم للقاضي جلال الدين أبي السعادات ابن أبي العباس المالكي في قضاء المالكية فأجيب بخمسمائة دينار للكبير غير المكلف، وأشيع تولية قضاء الحنابلة بالقاهرة لولد القاضي شهاب الدين الشيشني الأكبر، وأن الفصل تناقص، وأن أحمد بن العشارية ومن مات معه إنما ماتوا بمصر، وأن الفصل لم يتناقص بل يطلع كل يوم لأربعة آلاف ثم يتناقص إلى ألفين ونحوها أياما ثم يعود، وأن الوزير وهو مات.
وفي يوم الأحد خامس عشر الشهر وصل القاضي الشافعي من مكة لجدة لكن مر على الوادي وجلس به أياما. وفي يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر وصل الشريف السيد بركات وأهله إلى وادي مر، وذلك قبل بيع النخل، وتشوش القائد مفتاح البقيري لذلك لكون العبيد والمولدين والأطراف يخشى منهم سرقة ثمر النخل ثم باع في يوم الجمعة عشري الشهر (١).
وفي هذا اليوم أو اليوم الذي يليه اتفق أن شهاب الدين أحمد العاقل الشامي جلس آخر النهار في دكان أبيه بخان السلطان، وأمر البواب أن يعمل لحم على الصاج ويأتي به إليه في الخان، وكان قد قفل الأبواب ففتح دكان عمه وأخذ منه قماشا وكذا دكان لبعض التجار وجعل ذلك في دكان أبيه وجاءه البواب بالصاج فأكلاه جميعا، ففي ثاني يوم افتقد عمه والتاجر الآخر دكانيهما فوجداهما مسروقين فمسكوا البواب فقال ما كان بالخان إلا ابن العاقل فكلماه فاعترف وأعطاهما حقهما فسمع جماعة الأمير فأخذوه وذهبوا به للأمير فقال لا بد من ضربه وتعزيره وقطع يده، وجلس في الترسيم والحبس إلى ثاني يوم أو ثالثه حتى عملت المصلحة يقال بمائتين للأمير ولجماعته ستين،
(١) كان بعض العبيد ينتشر فيهم الصفات القبيحة ويكثرون من الخروج على القانون، وفي بعض الأحيان وصلت جرأتهم إلى حد سرقة الأشراف - وهم حكام مكة - والى ذلك تشير العبارة.