للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال بأكثر من ذلك والله أعلم (١). واتفق قبل ذلك لمصري سوقي يبيع الموز وغيره فخالف فضرب وعزر على بقره مقلوبا (٢)، وأخذ منه للأمير عشرون دينارا. وكذا عمر الشرايجي بياع الهريسة، يقال أنه وضع عليه أوزان ناقصة فغرم في ذلك للأمير عشرة، والبحيري الذي يبيع الحب وجد بمخزنه حب مقروط فغرم نحو خمسة وعشرين دينارا (٣).

واتفق أن بعض حرب [تبعوا] (٤) /أعداء له من بنى السفر (٥) فلجأوا إلى جماعة من بنى جابر فمنعوهم منهم فشكى حرب بنى جابر إلى الشريف بركات فغضب على بنى جابر وأمر حربا كل بلادهم فلجأ بنو جابر إلى الشريف وأعطوه ألف دينار


(١) من الجرائم التي شاعت في مكة آنذاك جريمة السرقة، وكان الحد فيها قطع اليد، يطبق على بعض الناس، ولكنه يعطل إذا قام السارق بدفع مبلغ من المال للمسؤولين، وهذا يدل على تفشي الرشوة والمحسوبية حتى في إقامة الحدود.
(٢) وهذه العقوبة تسمى بالتجريس وهي عقوبة شاعة في العصر المملوكي لفضح مرتكبي الجرائم، وذلك بأن يقوم المشرفون على تنفيذ العقوبة بإلباس المذنب ثيابه مقلوبة، أو لباسا من خيش، ويصبغ وجهه ببعض الأصباغ ثم يركب على دابة مقلوبا، ويضرب الجرس على رأسه كي يجتمع الناس حوله، ويطاف به في الأسواق، وقد يتم التجريس لجثة المذنب أو رأسه بعد موته - وهي عقوبة شديدة لأن الإسلام أوجب إكرام الميت بسرعة دفنه. انظر: محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤. البيومي إسماعيل الشربيني: مصادرة الأملاك، ١/ ٥١.
(٣) كانت أعمال المحتسب تضاف في بعض الأحيان إلى أعمال باش مكة، وذلك عند إنعدام الأمن وكثرة المتلاعبين في الأسواق.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "تبقوا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) بنو السفر: والنسبة إليهم سفري: فرع من مسروح من حرب بن سعد بن خولان تنقسم في سكناها إلى نجديين حول القصيم، ومن فروعهم هناك: الفردة، والفهدة، والوهوب. وقسم ظل في دياره الأصلية حول كلية، ورابغ، ومنهم: الشرايزة، والرواجعة، والمهالبة، والطمح، وبطون أخرى. انظر: البلادي: نسب حرب، ص ٤٢ - ٤٨.