للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المالكي جلال الدين أبي السعادات بن أبي العباس فقال حتى يجيء الأمير أو يعقد له مجلس، فسمع القائل ذلك فتوجه بجماعة عند القاضي بدر الدين نائب أخيه القاضي صلاح الدين الشافعي فطلب غريمه المدعى عليه عند المالكي ليدعي، فقال ما ادعي عليه إلا عند من أريد فقيل له هذه دعوى حسبة ولكل أحد الدعوى بها فادعى بعض الحاضرين على القائل فاعترف، فأمر بكشف رأسه وصفعه على رأسه وتهدده بالكلام وحقن دمه، وسكنت الحكاية خصوصا والقائل من جهة الأمير الباش.

وفي ليلة الاثنين سابع الشهر وصل لمكة الأميران والشافعي.

وفي مغرب ليلة السبت تاسع عشر الشهر مات جمال الدين محمد (١) بن عمر بن الرضى المكي بن عمتي رحمه الله تعالى، وصلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة على جدة لأبيه بتربة بيت الفاسي أبي السرور، وخلف ذكرين وبنتين وأمهم، وكان حصل له الحب الأفرنجي وهو به من نحو عشر سنين، وانقطع به أخيرا بحيث صار لا يدخل ولا يخرج، إلا أن كان صبح يوم الجمعة الذي قبل موته وهو طيب يتكلم حصل له حال تغير منه مزاجه وصار يركض بيديه ورجليه وهو يتكلم، ثم بعد ساعة سكن وصار يفتح فاه وعينيه ولا يتكلم إلا إذا تشهدنا عنده وأشرنا بأصبعنا يشير بأصبعه السبابة، ثم سكن إلى عند موته فمات ولم يعلم به من حضر عندنا، تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، وأرضى عنه خصماه وقضى عنه دينه. وفي هذه الليلة ولد الولد الخواجا علي بن شهاب الدين أحمد بن محمد بن عيسى القاري


(١) هو: محمد بن عمر بن الرضى أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم الجمال أبو الفتح المكي، سبط التقى بن فهد، أمه أم ريم، يعرف بابن الرضى، ولد في شهر رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة، سمع من جده، ومن السخاوي بمكة، صاهر ابن خالته ابا الليث بن الضياء على ابنته، وزار المدينة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٤١. رقم الترجمة ٦٤٧.