للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشامي من أم الحسين بنت أبي الغيث بن عبد القادر بن عبد الرحمن بن زبرق الشيباني المكي الحنفي، أمه أم الهدى بنت زايد بن محمد الفلهاتي أخت السمرقندي إبراهيم بن عبد الله، وسمعت عن والده أنه صرح ما كان يجب أن يأتي له من هذه ولد عنده لأنها دينة وهو قاض.

وفي يوم الثلاثاء خامس عشر الشهر أمر الأمير الباش بتسمير الخوخ التي يتوصل للمسجد الحرام فسمرت (١)، وكان السبب في ذلك الشيخ نور الدين الحكيم لأنه أشتكى من نسوان بعض الساكنين هناك فتسلط عليه، وأخبر المشد بالمدرسة الأشرفية قايتباي مشد الحوش جوهر الزمنى أن له خلوة بالرباط لها باب لسطح المسجد ولم يغلق فأمر بسدها فجاءه الحكيم إلى بيته ووقع بينهما كلام، ثم توجه المشد إلى الرباط ووقع بينهما كلام فساعد الحكيم قرابة الخليفة (٢) المجاور بمكة هذه السنة


(١) يؤيد هذا النص أن سلطة الحكم كانت تتدخل عندما يخشى على الحرمات فتأمر بإغلاق بعض الأبواب المطلة على سطح المسجد الحرام توقيرا للمكان وتنفيذا لما رآه الأمير الباش.
(٢) الخليفة هو: شرف الدين أبو الصبر يعقوب بن الخليفة المتوكل على الله عبد العزيز. أختير للخلافة بعد وفاة أبوه في عهد الناصر بن قايتباي عام ٩٠٣ هـ في شهر محرم ذلك العام، وكان ابوه قد عهد إليه بها، فأقر الناصر هذا العهد، وزاحمه على الخلافة ابن عم له يدعى خليلا، فلم يأبه له السلطان. وتلقب بالمستمسك بالله. واكتفى القاضي الشافعي بعهد أبيه إليه عن المبايعة، فتمت بذلك خلافته، وهو في سن الخمسين، وقد شهد هذا الخليفة عددا من السلاطين، وتمت بيعتهم بالسلطنة على يديه وهم: قانصوه من قانصوه، وجان بلاط، والعادل طومان باى، والأشرف الغورى، والأشرف طومان باى. ولقد امتد به الأجل حتى رأى إحتلال العثمانيين لبلاده، وابنه المتوكل على الله هو آخر خلفاء بنى العباس في مصر. وقد توفي المستمسك بالله في عهد ملك الأمراء خاير بك يوم الخميس ١٩ ربيع الآخر عام ٩٢٧ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٢/ ٣٣٣، ٣٥٠، ٣٧١، ٣٧٣، ج ٥، حوادث سنة ٩١٤ هـ، ٩١٦ هـ. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك، ٢/ ٤١.