للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيدي خليل (١)، وتوجه [للباش] (٢) فوجد عنده المشد فاصطلحا وحمله للحكيم للمدرسة واصطلحا على أن لا تغلق خوخته، وفي ثاني يوم تعصب للشريف الساكنين إلى جهة العطيفية خشداش الأمير الساكن بالعطيفية ففتح لهم الخواجا فخرج ولدهم مبرك لسطح المسجد لصلاة المغرب، فنظره الأمير فأرسل إليه يطلبه فما رضى يتوجه إليه فأرسل له ثانيا فمسك وجيء به إليه فأمر به إلى الحبس، فسمع خشداش الأمير فجاء إليه في المطاف وأساء عليه فما أفاد، ثم سمع القاضي الشافعي وأخبر فتوجه للأمير وأستمر عنده من بعد المغرب إلى بعد العشاء وهو يدخل عليه إلى أن أنعم وأخرج الولد.

وفي ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر كان عقد الخواجا أبو البقا بن السكري القاهري، على أم الحسين بنت القاضي المالكي نجم الدين بن يعقوب، التي كانت زوجة للوفائي ببيت الزوج، والعاقد القاضي الشافعي وحضر الباش، والحنفي، وبعض فقهاء، وتجار واسقوا الناس السكر، وفي ليلة السبت ثانيه كان الدخول بمجلس بيت المالكي، وفي صبيحتها توجهنا للسلام عليه ثم جاء القاضي الشافعي والأمير الباش إما للسلام أو بطلب، وحضر بعض الفقهاء والتجار فمد لهم سماط حسن فيه الدجاج، والرز


(١) وهو خليل بن محمد بن يعقوب بن محمد المتوكل على الله العباسي الهاشمي القرشي، ابن عم الخليفة - كان مجاورا بمكة في هذا العام (٩١٩ هـ) ورجع إلى القاهرة في عام ٩٢٠ هـ وهو مريض، فلما توجه إلى داره أقام بها إلى يوم الاثنين ٢٣ محرم عام (٩٢٠ هـ) وتوفي، وكان في عشر السبعين، وكان خليل هذا طامعا بأن يلي الخلافة فلم يقسم له ذلك وجاءه الموت على غرة، فمات وفي قلبه من الخلافة حسرة، وقال ابن إياس في ذلك:
مات سيدى خليل بالقهر لما ** … لم ينل بالخلافة التفضيلا
وتولى عنه الزمان بريب ** … وكذا الدهر لا يراعى خليلا
انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٦٠ - ٣٦١.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "الباش" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.