للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجهه إلى السجن فسجن إلى يوم الاثنين ثامن عشري الشهر وأطلق، وما سمعنا ما فعل به مع أن الناس ذكروا عنه شيئا كثيرا، من ذلك أنه قال أن أبا يزيد (١) البسطامي أكمل من الله، وأن عليا أفضل الصحابة، وما ذكره الخطيب من فضائل الصحابة يوم العيد ما هو [بصحيح] (٢) وأن علماء المسلمين كعلماء اليهود، وأنه كان حنفيا مفتيا ثم تشفع لما ظهر له الحق مع الشافعي، ثم لقيت أنا (٣) ملا حاجي وقلت له الأعاجم ينكرون عليكم كونكم تفضحون بعضكم بعضا فقال والله ما ذكرت هذا إلا لما سمعت عنه، وأنه قال أكثر من هذا.

وفي يوم السبت سادس [عشري] (٤) الشهر ماتت أمة الله بنت الشيخ وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المرشدي المكي، وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت عند سلفها الذين بالشعب الأقصى من المعلاة، وخلفت بنتا من النوري علي بن الجمال المصري وأخوين شقيقين، وكانت فقيرة. وفي ليلة الأربعاء سلخ الشهر ماتت الحبشية أم صفية، وأختها بنات الزيني عبد الباسط بن محمد بن نجم الدين بن ظهيره، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند مولاها بالتربة المستجدة، وكانت مباركة مشكورة عن ضعف كثير لعله سنين وأضرت عن


(١) هو طيفور بن عيسى البسطامي (أبو يزيد) زاهد مشهور له أخبار كثيرة. كان ابن عربي يسميه أبا يزيد الأكبر. نسبته إلى بسطام - بلدة بين خراسان والعراق - أصله منها، ووفاته فيها سنة ٢١٦ هـ، يعرف أتباعه بالطيفورية أو البسطامية. انظر: أحمد بن عبد الله الأصبهاني (أبو نعيم): حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ١٠/ ٣٣. ابن خلكان: وفيات الأعيان ١/ ٢٤٠. الذهبي: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١/ ٤٨١. الزركلي: الأعلام ٣/ ٢٣٥.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "صحيح" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) أي المصنف .
(٤) وردت الكلمة في الأصول "عشر" وما أثبتناه هو الصواب بناء على حساب أيام الشهر السابقة الورود.