للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستمر الشامي بمكة إلى يوم السبت ثاني عشري الشهر فسافر بعض الحجاج إلى الوادي في ثاني يوم سافر بعضهم أيضا، ثم سافر أمير المحمل وبقية الحجاج يوم الاثنين، وسبب تأخيره أن زوجة نائب الشام (١) حجت ووجعت بنتا (٢) لها فقالت ما نسافر حتى تتعافي البنت فأقام كرها موافقة لها.

وفي يوم الثلاثاء خامس عشري الشهر سافر الأمير حسين من جدة، والقاضي زين الدين الناظر بجدة إليها.

وفي ليلة الجمعة ثامن عشري الشهر كان عقد القاضي تاج الدين بن قاضي القضاة أبي السعود بن ظهيرة، على بنت عمه بنت القاضي تقي الدين بالمسجد الحرام، والعاقد أخوه قاضي القضاة صلاح الدين، وحضر ذلك السيد الشريف زين الدين بركات، وولده أبو نمي وإخوته، والقضاة، والأمير الباش، والفقهاء، والتجار وخلق لا يحصون، ووضع البخور للناس واسقوا السكر ورشوا الماء ورد عليهم، وكان عقدا حافلا.

وفي عشاء ليلة السبت تاسع عشري الشهر توجه السيد الشريف زين الدين بركات وجماعته وعسكره وحلتهم إلى وادي مر يقال قصده جهة الشام.


(١) نائب الشام لهذا العام ٩١٩ هـ هو الأمير سيباي، وزوجته هي "بختباي" وقد قدمت إلى الشام في ٢٢ من شهر صفر لهذا العام ٩١٩ هـ ودخلت في موكب عظيم راكبة في محفة، وقد نثرت عليها الدراهم من المباشرين، وفرشت لها الشقق الحرير بالقرب من منزلها. انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٣٠٥. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران، ٢/ ٢٥٧.
(٢) وبنت نائب الشام سيباي هي: "ستيتة" وقد أرسلها والدها إلى مكة للحج خوفا عليها من الطاعون، وكانت خطبت لابن السلطان قانصوه الغوري (محمد)، ولكنها توفيت في مستهل شهر جمادى الأول من عام ٩٢٠ هـ. انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٣١٢. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٩٩. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٥٩.