للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما نزل الناس بمنى جاء التكارره ليجلسوا مكان بني حسن، فوقع بينهما قتال قتل منهما جماعة من التكارره وخرج بعض بنى حسن فلما سمع الشريف أرسل يعتذر لأمير الحاج عن ذلك.

وسافر أمير الأول ليلة الخميس ثالث عشر الشهر (١)، وأمير الأول ليلة الجمعة رابع عشر الشهر، وسافر مع الحجاج من المكيين للقاهرة عبد الباسط (٢) بن الشيخ محمد الشيبي، وأبو المكارم بن الزيني، وأبو الفتح بن أحمد الزمزمي، وجعفر بن الفضل بن عبد الغني، وابن عمه عبد البر بن إدريس، وأبو السعادات بن حسن ابن الشيخ أبي كثير بن محب الدين بن الشيخ أيوب، وكان مع الحاج بعض المصريين فأخذ جماله وحموله في طريق الوادي فعاد.

وفي ليلة عرفة أو ثانيه سرق بمكة بيوت وقتل بها بعض الجوار (٣)، وكان الشريف عرف بعضهم فأمر بقطع أرجلهم، وهم خمسة جاء معهم للمسعى فقطعوا بحضرته وقال أن بعضهم له ولاخوته.


(١) ووصل مبشر الحاج إلى القاهرة في يوم السبت ٢٣ من ذى الحجة لهذا العام يخبرهم بأمنهم وسلامتهم، وقد وصل من مكة في ١١ يوما فعجب الناس لسرعته، ثم عاد الحجاج في الخميس ١٩ المحرم عام ٩٢٠ هـ إلى بركة الحاج ثم دخل الركب الأول القاهرة في الجمعة ٢٠ منه، وعلى أثره في السبت ٢١ المحرم دخل ركب المحمل، فخلع السلطان على أميريهما خلعه سنية، وقد تقدم يوم دخولهما عن كل عام يومين في هذا العام. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور، ص ٣٥٧، ٣٦٠.
(٢) هو: عبد الباسط بن الشيخ جمال الدين محمد بن عمر بن أبي راجح محمد بن علي الشيبي، توفي يوم الاثنين الثالث من جمادى الآخرة لعام ٩٢٦ هـ، وهو في عشر الأربعين، ومولده في سنة ست وثمانين وثمانمائة. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٢٤.
(٣) يبدو أن السرقة تمت في مثل هذا الوقت لأن غالب الناس في الحج يوم عرفه.