للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيت الفازة، وكان فيها شموع كثيرة مشى فيها القضاة والباش والفقهاء والتجار والمتسببين وخلق لا يحصون كثرة، وفي ليلة الخميس حادي عشر الشهر كان الشراع بالساحة [التي] (١) عند بيوتهم عمل فيها قناديل كثيرة، وجعل فوق ذلك سحابة بيضاء (٢) مصرية للأمير، وجعل حوالي اللعابين دكاكا جلس فيها القضاة، والباش، والفقهاء، والتجار والمتسببون وخلق دعي فيها التجار والمتسببون، ولم يجعل منديل كالعادة ولم يأخذ من أحد شيء، واستمر اللعب إلى الصباح وزف العريس أيضا بالشموع والطبل والزمر والمغاني من المروة ولم يكن معه إلا أهله، ثم بعدها أرسل الله المطر إلى الصباح ثم إلى وقت الضحوة العالية فسكن (٣)، فمد السماط ودعي الناس وحضره القاضيان والباش والفقهاء والتجار وخلق كثير، وكان ذلك بقاعة القاضي الجمالي أبي السعود [لتعذر] (٤) الفازة بنقط الماء، ثم حصل مطر في أثناء النهار، وفي آخر النهار حصل مطر قوي واستمر إلى بعد العشاء وحصل به خير كثير، وكان الدخول في ليلة الجمعة ثاني عشر الشهر بالمجلس الذي فوق [دهليز] (٥) سكن قاضي القضاة الصلاحي وبابه من [الخارج] (٦) وله خوخه من داخل الحوش، وفي صبيحتها كانت تهنئة الرجال، ومد لهم المعمول وغيره.


(١) وردت الكلمة في الأصل "الذي" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) سحابة بيضاء: أي مظلة بيضاء تنصب فوق رأسه، وغالبا ما تقام ليعرف بها الأمير. انظر: القلقشندي: صبح الأعشى ٢/ ١٣٣.
(٣) سكن: السكون: ضد الحركة. سكن الشيء يسكن سكونا إذا ذهبت حركته. وسكن هنا: بمعنى هدأ، أو خف، أو قل. انظر: ابن منظور: لسان العرب ٦/ ٣١١، مادة "سكن".
(٤) وردت الكلمة في الأصل "لتعدز" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصل "دهيز" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.
(٦) وردت الكلمة في الأصول "خارج" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.