للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة عاشر الشهر عقد الجمالي أبو السعود بن إبراهيم القرشي المكي على بنت الجمال محمد بن إبراهيم بن علي الشهير بابن أبي علي كسفله عند القاضي الشافعي الصلاحي بن ظهيرة، ودخل عليها في [ليلته] (١) وهنأه في الصباح الفقهاء والقضاة وغيره، وعملوا للناس العادة المعمول والمشموم والبخور.

وفي صبح هذا اليوم حصل بمكة مطر قوي إلى وقت الغداء ثم أقلع إلى [بعد] (٢) صلاة العصر [بساعة] (٣) حصل مطر أيضا، ثم جاء السيل وادي إبراهيم، ودخل مكة ثم المسجد الحرام من جميع أبوابه اليمانية والشرقية والغربية إلا باب العمرة، ودخل السيل أيضا من باب سويقة، وامتلأ المسجد منه [وعلا] (٤) على باب الكعبة قدر ذراع وملأ قناديل المطاف، ووصل أسفل سقف مقام الخليل إبراهيم ، وملأ زمزم والزيادة حتى كاد يطلع إلى مقدم الدكة الأولى المشهورة بالفقيه مكي، واستمر في زيادة إلى المغرب ثم أخذ في النقص وخرج من أعلى بسطة باب إبراهيم بعد أن دخل من سفلها، ثم صار يخرج من سفلها قليلا لكون الطاقات في الشباكين الحديد ضيقة ولإنسداد بعضها بالوسخ، واستمر الماء في المسجد إلى الصباح ثم في الصباح أخرج الشباكان الحديد فسال كثير من الماء قريبا من نصف النهار، وملأ الماء الأبيار التي في طريقه بسوق الليل السفله، وملأ البرك التي بالمعلاة، وغالب بركة باب الماجن وجرت العين وملأت بازان، وهدم دورا كثيرة بسوق الليل، وعقدي درب باب المعلاة القديم، وجاء مطر أيضا ثاني يوم وسيل يسير، يقال أنه دخل بعضه من باب إبراهيم، ثم في آخر النهار طرق للسيل حتى خرج ما بقي في المسجد والمطاف


(١) وردت الكلمة في الأصول "ليلة" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "بعض" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "لساعة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "وعلى" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.