للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طول الليل، وغسلت الكعبة من داخلها، ودخل مع الشيخ وجماعته الأمير الباش ولم يدخل الناظر.

وفي صبح يوم الأحد أجتمع الناظر القاضي الشافعي وبقية القضاة والأمير الباش والفقهاء والتجار وكثير من المتطوعة، بل ويجبر الباش وجماعته الناس بالمسجد والمسعى والدكاكين وشرعوا في تنظيف الحجر والطواف إلى أن نظف وفرغوا من ذلك قبيل الظهر خلا [بعض] (١) ما يلي مقامي المالكي والحنبلي فما نظف إلا في يوم الأربعاء، ثم شرعوا في تنظيف طرقات من بعض أبواب المسجد إلى الطواف.

ثم في العصر جاء مطر قوي ودخل مكة سيل، ودخل المسجد الحرام من باب إبراهيم لعلو مجرى السيل من الشارع، وامتلأ الطواف وكثير من أرض المسجد في تلك الناحية، وكان شرع في هذا اليوم الخواجا شمس الدين الحموي ببعض فعله ينظفون في الرواق عند باب السدة، وقانصوة مملوك الخواجا بدر الدين بن الشيخ علي ببعض فعله أيضا ينظفون في الرواق عند باب العجلة.

وفي صبح يوم الاثنين ثالث عشر الشهر اجتمع القاضي الشافعي وأمير الباش عند باب إبراهيم وأمروا الفعلة بقطع ما في قبو (٢) عتبة باب إبراهيم من الأوساخ، وجعلوا سدا من التراب قبالة باب إبراهيم يمنع ماء السيل الجاري في الشارع لا يدخل المسجد من باب إبراهيم، وجعلوا مجرى في الطريق من الشارع إذا خرج الماء من المسجد تجري فيه وجعلوا مجرى في المسجد يجئ من الطواف إلى باب إبراهيم حتى


(١) وردت الكلمة في الأصل "لبعض" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) قبو: قبا الشيء قبوا جمعه بأصابعه، ومنه القباء من الثياب لاجتماع أطرافه، ويستخدم اللفظ في العمارة المملوكية للدلالة على نوع من السقوف مقوس أي معقود. انظر: محمد أمين وآخرون: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٨٩.