للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة والفقهاء والباش والأتراك ومعه جمع من الناس، وكانت الشموع كثيرة، وعمل المولد في الصبح ودعي فيه القضاة والفقهاء وعمل لهم أطعمة.

وفي ليلة الأربعاء رابع عشر الشهر كان عقد أبي الفتح بن السراجي عمر بن أبي السعود بن ظهيرة، على بنت عمه ستيت بنت خير الدين أبي الخير، والعاقد قاضي القضاة الشافعي وذلك أمام بيت والد الزوجة، وحضر القضاة والفقهاء، واسقوا الناس السكر.

وفي يوم السبت سابع عشر الشهر مات المبارك عبد الرحمن بن أبي الغيث عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المرجاني، وصلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة عند سلفه بالشعب الأقصى بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى، وخلف بنتا لا غير وكان بيده دار الهجرة (١) أسفل مكة وخلوه برباط السيد بركات بن حسن بن عجلان، فاستصرف الدار قاضي القضاة المالكي الجمال أبو السعادات بن أبي العباس ابن عبد المعطي من القاضي الشافعي، والخلوة السيد أحمد البخاري إمام الحنفية بالمسجد الحرام، وكتب قصة نظما وإجابه نظما، وقال البخاري أن مولد هذا سنة ستين وثمانمائة.

وفي ليلة السبت المذكور كانت الغمرة، وفي يوم الاثنين تاسع عشر الشهر كان السماط وهو حسن تكلفوا عليه والمتكلف أخاه شقيقاها وهي (٢)، وفي ليلة الثلاثاء عشري الشهر كان الدخول ببيتها، ثم بعد السابع انتقل بها إلى بيت أمه.


(١) وكانت هذه الدار "دار الهجرة" تقع عند الصفا. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٤. ويبدو أن المقصود بها دار السيدة خديجة بنت خويلد فقد بقي بها الرسول حتى هاجر. انظر: الفاكهي: أخبار مكة ٤/ ٨.
(٢) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.