للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء ثاني عشر الشهر وصل قاصد من مصر قال أنه خرج منها [في] (١) يوم الحادي والعشرين من رمضان ومعه مراسيم للشريف وأوراق كثيرة للناس، وفيها أن ابن السلطان حاج وكذا زوجة السلطان، والقاضي كاتب السر، والقاضي أبو الفضل بن كاتب غريب، ومات الأمير [خاير بيك] (٢) الخزندار، وأن السلطان ابن عثمان صاحب الروم انتصر على الصوفي وكسره كسره خبيثة، وأشيع بمصر أن الصوفي خرج وهرب ومات، وأن صاحب الروم أمر بإخراجه وإحراقه.

وأخذ رأسه ويريد إرساله لصاحب مصر وغير ذلك من الأخبار (٣).


(١) وردت الكلمة في الأصل "من" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "خير بك" والتعديل من بدائع الزهور ٤/ ٣٩٨. وكانت وفاته في يوم الجمعة تاسع شهر رمضان من هذا العام (٩٢٠ هـ). وهو الأمير خاير بك الخازندار الكبير أحد الأمراء المقدمين، وصهر السلطان زوج أخته وكان تزوجها من حين كان جمدارا، كان أصله من مماليك الظاهر خشقدم، وعندما تسلطن الغوري أنعم عليه بأمرة عشرة، ثم بقي خازندارا كبيرا عوضا عن عبد اللطيف الزمام بحكم وفاته، ثم صار أمين السلطان على خزائن الأموال وغيرها، وصار لا يقضي أمر من أمور المملكة دون علمه، توفي الأمير خاير بك وله من العمر نحو ثمانين سنة. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٩٨ - ٣٩٩.
(٣) يشير المصنف إلى إحدى المعارك الفاصلة التي وقعت بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية في جالديران ٩٢٠ هـ وكانت العلاقات سيئة بين الدولتين دون نشوب قتال حتى مجيء السلطان سليم الأول الذي شعر بخطر دولة الروافض على المنطقة عامة وعلى أهل السنة خاصة، ولقد كان من المحتم على السلطان سليم القضاء على الصفويين حتى يؤمن ظهره ليتقدم بعد ذلك في شرق ووسط أوروبا، ولقد بدأ السلطان سليم بجمع جيوشه في مدينة أدرنة في ١٩ من محرم ٩٢٠ هـ ثم تقدم لقتال الجيوش الصفوية حيث هزمها هزيمة نكراء مهدت الطريق أمام العثمانيين لدخول تبريز عاصمة الصفويين بعد أن تمكن الشاة إسماعيل من الفرار إلى أذربيجان، ورغم هزيمة الصفويين في هذه المعركة فإنها لم تضع حدا للصراع بين الطرفين، فحاول إسماعيل أخذ الثأر فحرك قبائل القزلباش للإغارة على ممتلكات العثمانيين ولكنهم هزموا واحتل العثمانيون ديار بكر، وماردين، وسائر مدن كردستان وتحديد الخط الفاصل بين الدولتين في -