وجاء لنائب جدة مراسيم وفيها أن الخواجا ابن عباد الله سألنا في أن يرصص أرض المطاف ويقطع المسعى ومجرى السيل إلى المسجد فأجبناه لسؤاله، وأرسل لجدة رصاصا قالوا أنه خمسون قنطار فوصل لمكة بعضه، وأرسل أيضا نائبه الخواجا شمس الدين ابن زين الدين بن أخت الخواجا بن سلامة فشرع في ذلك يوم الجمعة ثاني عشر الشهر.
وفي يوم الجمعة المذكور جاء شخص برا من عدن بأوراق من عز الدين اللاري، ويقال: ورقة من الهند، وفيها الأخبار بأن الفرنج متجهزين لعدن وجدة في خمسة وثلاثون برشه والباقي أغربه، وذكر الناس أيضا أن مركبا أو مراكب دخلوا إلى عبد الملك إياس فقاتلهم وردهم وأنهم أجتمع معهم جماعة من كفار الهند، وأنهم جاؤا معهم بألف وخمسمائة بقرة وستمائة ليقاتلون عليها من البر، وأن صاحب دابول بن السوادي أرسل أوراقا لصاحب مصر يستغيث به، والله أعلم.
وفي يوم الخميس ثامن عشر الشهر وصل إلى مكة السيد الشريف زين الدين بركات صاحب مكة (١).
وفي هذا اليوم ماتت ست الكل بنت القاضي أبي الفضل محمد بن الشيخ نجم الدين المرجاني المكي الضريرة، وصلى عليها بعد العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها.
وفي ليلة الأحد حادي عشري الشهر وصل لمكة نائب جدة الأمير حسين والقاضي الناظر زين الدين المحتسب.
وفي آخر يوم السبت عشري الشهر وصل قاصد الشريف، وذكر أن الشريف أبا نمي واجه الحاج في أكرى وسلم على ولد السلطان فخلع عليه يقال وغيره فتحرر،
(١) انظر هذا الخبر في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٩٩.