للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظهيرة ودعى له الريس أبو بكر على ظلة زمزم كعادة دعا صاحب مكة، ويقال: أنه استشار السيد بركات في ذلك وسعاه القاضي أيضا وهما راكبان إلا الشوط يحلف عليه أن لا يفعل، وأخذ بلجام الفرس إلى باب السلام فنزل ابن السلطان وانتظروا محفة خوند حتى وصلت فذهب ابن السلطان وجميع المذكورين من الأمراء والشريف إلى باب الكعبة فسلم على الحجر الأسود وأوصلوه لسكنه بالقصر، ثم عاد والخوند فوجدوها عند مقام الحنفي فحمل الشريف مع الأمراء والترك المحفة إلى أن أوصلوها لسكنها بقاعة كاتب السر (١) /الكبرى، وكان في العرضة كاتب السر القاضي محمود بن محمد بن محمود بن آجا، ولم ينزل لضعفه وفارقهم من المسعى وتوجه لمنزله المدرسة الخلجية، التي بناها الشيخ عبد الله الشيبي، وكان مع الحاج الشيخ نور الدين المحلي صحبة القاضي كاتب السر، وصاحبنا الشيخ الشهابي الداوودي صحبة أمير الحاج طقطباي، وأمام ابن السلطان الشهابي أحمد بن بنت الشيخ مدين، وأضافهم الشريف أول الأخير فنزل القاضي ومشا بجانب فرسه، وكان أمير الحاج طقطباي (٢) ماسك لجام الفرس من جهة اليمن، وسنبل الخادم لازم من جهة اليسار فلما فرغ السعي لعله خلف سبيل (٣) وركب وخرج من السويقة إلى درب الشبيكة، ثم إلى الوطاق وبات إلى الصباح للقائه السيد الشريف زين الدين بركات وولده وعسكره والأمير والقضاة والتجار، وألبس الشريفين والقاضي الشافعي ودخل معهم القاضي المالكي الجديد الزيني عبد الحق النويري المكي وهو لابس خلعته، ونزل أمير الحاج طقطباي، ونائب


(١) وهو البدري بن مزهر. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٣٠٠.
(٢) وهو طقطباي نائب القلعة أحد الأمراء المقدمين. وقد أخلع عليه السلطان الغوري في يوم الاثنين ثالث عشرين المحرم لهذا العام (٩٢٠ هـ) وقرره أمير حاج بركب المحمل. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٦١. الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٣٦٠.
(٣) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.