للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاصد خلعة خلعة، وفي كتاب القاضي الشافعي وقرئ بحضوره بمجلسه الزبارة (١) ومضمونه أنه حصل إكرام زايد من المقام الشريف بحيث واجهنا الأمير والدويدار الكبير (٢) وغيره، والأمراء من عجرود ومد لنا هناك سماط عظيم، وفي بعض الأوراق خلع عليه سلاري مغري لم ير مثله وزاد في تعظيمه وإكرامه واحترامه، ولما وصلنا البركة وجدنا المدورة السلطانية (٣)، ومد لنا هناك سماط آخر وقدم لنا ثلاثة من الخيل بسروج مغرقة ذهبا وللولد ثقبة (٤) وللشريف عرار وجانا بقية الأمراء بها ثم دخلنا البلد صبح يوم الخميس [ثاني عشري] (٥) المحرم وطلعنا القلعة وواجهنا المقام الشريف في الحوش والبسني سلاريا كان عليه، وأكرمنا غاية الإكرام وأمرنا بالجلوس، فقلت: لا أجلس وسيدي واقف، فقال: لا يمكن تجلس بحضور الأمراء فقلت كيف أجلس وبختي واقف فأعجبه ذلك وطرب له، وأمر ولده بالانصراف وأجلسني على يمينه فوق الأمير


(١) الزيارة: إحدى قرى وادي مر الظهران، تقع بعد التقاء النخلتين، كان لها ذكر في أيام الأشراف الحسنيين، واليوم هي لبني عمير، وفيها مقر مشيختهم، وتتوفر بها المرافق العامة. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ١٠.
(٢) وهو طومان باي ابن أخي المقام الشريف. انظر: العز: غاية المرام ٣/ ٣٠٨.
(٣) المدورة السلطانية: هي صدر المجلس، أو الخيمة الكبيرة التي تضرب للسلطان في الأعياد والاحتفالات. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٣٧.
(٤) هو: الشريف ثقبة ابن السيد بركات بن محمد الحسني أخو (أبو نمي) ولد سنة سبعة عشر وتسعمائة، يتصف بالشجاعة والكرم، رافق والده إلى مصر لمقابلة سلطانها قانصوه الغوري في عام ٩٢٠ هـ، كما ذهب إليها مرة أخرى سنة ٩٢٦ هـ برفقة الشريف عرار بن عجل النموي، توفي يوم السبت ثالث جمادى الثانية سنة ٩٣٥ هـ، ودفن بالمعلاة، وحزن الناس عليه لشبابه حيث كان له من العمر أحد وعشرون سنة. انظر: العز: غاية المرام ٣/ ٣٠٨ - ٣١٩. ابن إياس: بدائع الزهور ٥/ ٣٤١. جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٤٩.
(٥) وردت العبارة في الأصول "حادي عشرين" وهو خطأ، والتعديل من ابن إياس: بدائع الزهور، ٤/ ٤٣٩.