للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة ثاني عشر الشهر كان زفة المولد النبوي بعد المغرب كبيرها الناظر قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة، ومشى معه المالكي، والحنفي وجعان، والأميران الباش والمحتسب، وجميع الفقهاء والترك وغيرهم، وعمل في الصباح مولدا ببيته على العادة ومد السماط للناس على العادة.

وفي ليلة الثلاثاء سادس عشر الشهر سافر القاضي الشافعي لجدة.

وفي يوم الأربعاء ثانيه مات الشيخ المقرئ جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمود المرشدي العجمي، ووالدة عمر (١) الصيرفي، وصلى عليهما بعد العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة عند تربة بني زايد، وترحم الناس عليهما فإنهما كانا خيرين الشيخ يقري الناس المقرات ليلا ونهارا ولم يخلف إلا زوجة، والمرأة كثيرة الطواف والرواح إلى المسجد.


=
قفوا واسمعوا قولا صحيحا له سند … عن الأشرف الغوري ما عنه يعتمد
وما نال مولانا الشريف من العطا … ثمانية ما نالها قبله أحد
فأولها يدعى له بمقامه … كما يدعى للسلطان هذا به انفرد
وأسمعه القينات في وسط داره … وذلك ثاني ما ذكرت من العدد
وثالثها يوضع له بإزائه … بمرتبة عليا وفي بره اجتهد
ورابعها يطعمه باليد ما يشا … كوالد مولد إذا يعن بالولد
وخامسها سارا فلم ير نعلة … تمهل حتى حامل النعل قد ورد
انظر بقية القصيدة في العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٣١٧ - ٣١٨.
(١) هو عمر بن علي بن عثمان بن عمر السراج بن العلاء بن الصيرفي الدمشقي الشافعي، أحد نواب الشافعية بدمشق، يعرف بابن الصيرفي، قدم القاهرة مرارا. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ١٠٧، رقم الترجمة ٣٣٦.