للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء تاسع الشهر وصل من جدة القصاد الذين جاءوا بطلب زين الدين (١) [ومعهم] (٢) المراسيم وأوراق للناس، وأخلع على كبيرهم ولد الشريف ونائب جدة والباش وقالوا أنهم خرجوا يوم الرابع عشر صفر الخير، وفي كتب الشريف لزوجته أم الكامل أنه حصل له إكرام من السلطان زايد ومنه أنه عمل له خمسة أشياء لم تعمل لأحد ممن تقدمه منها: إنه أمر المقربين أن يدعوا للشريف مع السلطان بحضوره.

وإذا جلس عند السلطان يأمر له بمرتبة عالية وأنه قشر له الفاكهة عند أكلها بيده بحضوره وناولها له. وأنه أدخله على بعض خواصه من السراري وأسمعه [الجنك] (٣) والعود. وأنه عزم عليه في المقياس (٤) بالروضة فلما انصرفوا توقف الخدام للشريف عن تقدمة نعاله هيبة من السلطان فوقف السلطان وأمر بتقديمها له (٥).


(١) وهؤلاء القصاد جاءوا من مصر بطلب القاضي زين الدين المحتسب الناظر بجدة.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "ومعه" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٣١٢.
(٣) الجنك: آلة موسيقية من الفصيلة الوترية، معروفة منذ العصر الفرعوني وهي عندهم على ثلاثة أنواع، صغير يحمل على اليد، ومتوسط له ستة أوتار أو سبعة، وكبير له عشرون وترا. وقد يرد لفظ: الجواري الجنكيات، ويقصد به الجواري اللاتي يلعبن "يعزفن" على الجنك والجنكي نفسه هو الراقص في المنتديات والأفراح. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٥٦. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٢٨.
(٤) مقياس الروضة: ترجع نشأته إلى عهد المتوكل، بناه في جزيرة الروضة عام ٢٤٧ هـ، وظل معمولا به طوال عصر المماليك، والمقياس عبارة عن عمود من الرخام الأبيض مثمن الشكل، يوضع في موضع يسمح بدوران المياه حوله عند انسيابها. انظر: كمال الدين سامح: العمارة الإسلامية في مصر، ص ١٧. البيومي إسماعيل: النظم المالية في مصر والشام زمن سلاطين المماليك، ص ٢١٠.
(٥) وفي ذلك قالت الأديبة الأصيلة الكاتبة ستيتة ابنة القاضي كمال الدين محمود بن سيرين المصرية: -