للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الأربعاء ثاني عشري الشهر ماتت جان حبيب التركية مستولدة القاضي بدر الدين بن قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بتربتهم المستجدة، وهي أم ولد له اسمه أبو السعود.

وفي ليلة الاثنين سابع عشري الشهر وصل لمكة أوراق من السيد الشريف الزيني بركات ومن بعض جماعته مع مولد المتولي ينبع الآن هو عجار بن هجار بن دراج ومضمونها: أن السيد الشريف في خير وعافية وعز ورفاهية، وفي العشر من ربيع الآخر يلبس خلعة السفر ويبرز يوم عشر الشهر، وأن السيد بركات سعى لعجار في ولاية ينبع فوليها، وأرسل بولده للبلاد وأمر جماعته بحفظها وجاء بكتب للسيد بركات لمكة فخلع عليه، ويقال: إن السيد بركات سأل للمحتسب بمكة السلطان نصره الله تعالى في ولاية له فأنعم عليه بأمرية أربعين وشفع عند السلطان أيضا في الرضى عن المملوك برد بك عجوز المنفى بمكة من سنين فرضى عنه أن يعود لمصر، وأن أخاه السيد راجح سأله في الخلعة الثالثة فقال: هي لأبي نمي، بعد أن سأل السلطان فيها فقال: الأمر فيها للسيد بركات.

وعزم عليه السلطان في المطرية (١) يوما، ثم عادا آخر النهار وشقا القصبة فحصل الدعا من العوام كثيرا للسلطان نصره الله تعالى، خصوصا لما حاذى بيته أمره بالتوجه إليه فامتنع فألزمه بذلك فأتمر (٢). وفي بعض الأوراق أن السيد بركات طلع إلى السلطان يوم جمعة فوجده في المقصورة فجلس بخلفه فلما رأى السلطان استدعاه إلى


(١) وكان السلطان قانصوه الغوري يحب أن يخرج كثيرا إلى قبة الأمير يشبك التي بالمطرية، ويتفرج على الملقة التي كانت زاخرة بالماء. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٧١.
(٢) انظر هذا الخبر في العز: غاية المرام ٣/ ٣١٤.