للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة، والقصاد [فارقوهم] (١) من نخل ولهم يوم دخولهم ثمانية عشر يوما. والأوراق مكتوبة من البركة ومن عجرود وتاريخها العشرون من جمادى الأولى، وفي ورقة من بعض جماعته، أن في يوم الخميس مستهل جمادى الأولى لبس السيد بركات خلعة السفر، ولبس معه متولي ينبع عجار بن هجار بن دراج ونائبه خشرم بن دلنجي وهي الخلعة الصغيرة، ولبس نجل المقام الشريف الناصري محمد خلعة النظر. وكان قبلها ألبس أمير أخور بعد وفاة قانيباي الرماح، وشق الجميع القصبة في موكب عظيم ما يعلمه إلا الله، ونزل قدامهم أمير كبير والدويدار الكبير، والأمراء حتى الجمدارية (٢) إلى أن وصلوا إلى [مدرسة] (٣) السلطان برقوق (٤)، ثم أن الشريف استعفى وسأل ابن السلطان في رجوعه وأنه يروح وحده، فرجع ابن السلطان، وتوجه الشريف ومعه الأمراء ومن جملتهم أمير كبير إلى أن خرج من باب النصر ووصل تربة (٥) السلطان


(١) وردت الكلمة في الأصول "فارقهم" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٣١٤.
(٢) الجمدار: هو الذي يتصدي لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ٥٤.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "المدرسة" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٤) مدرسة السلطان برقوق: أنشأها الملك الظاهر أبو سعيد برقوق أول ملوك الجراكسة، كان مملوكا للأتابك يلبغا، فأعتقه وعينه في كثير من الوظائف، ولي ملك مصر سنة ٧٨٤ هـ، وظل في الملك حتى وفاته سنة ٨٠١ هـ. وهذه المدرسة ملاصقة لمدرسة الناصر محمد من الجهة الشمالية. وكان الشروع في بناء هذه المدرسة عام ٧٨٦ هـ والفراغ منها في سنة ٧٨٨ هـ وقد باشر البناء الأمير جركس الخليلي، وكان مهندسها المعلم شهاب الدين أحمد بن الطولوني. انظر: محمود أحمد: دليل موجز لأشهر الآثار العربية بالقاهرة، عام ١٣٥٧ هـ، ص ١٤٥. أبو الحمد محمود فرغلي: الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية في القاهرة، ص ٢٠٩.
(٥) هذه التربة يقال لها تربة الظاهر برقوق، أو المدرسة الناصرية بالصحراء، أو الخانقاه البرقوقية وهي أكبر تربة وجدت في جبانات القاهرة، تشتمل على مسجد فسيح الأرجاء وخانقاة ذات خلاوي عدة للصوفية، وعلى سبيلين يعلوهما مكتبان في الوجهة الغربية التي يعلوها أيضا -