للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برقوق الذي نزل بها، وأقام بها خمسة عشر يوما يقضون فيها حوائجهم وجاء [للشريف] (١) وهو بها تقدمة السلطان له، وهي مبلغ ثلاثة آلاف دينار (٢)، وخمسة مماليك على خيولهم كاملين السلاح واللبس ومائة قطعة قماش وسنجق سلطاني وسيف من ذخائر الملوك، وطبل وزمر وفوض إليه جميع أمور الحجاز وأعمالها، ومن جملتها الرضى على بردبك عجوز الخاسكي المنفي بمكة وترقى المحتسب كسباي إلى أمرئة أربعين، ومعه مرسومان لهما، وأقاما في المبرز إلى يوم رابع عشر جمادى الأولى، ورحل


= منارتان، وفي الجهة الشرقية قبتان تحت القبة البحرية منهما قبر الملك الظاهر برقوق المتوفى عام ٨٠١ هـ، وقبور أولاده ماعدا ابنه الملك الناصر فرج الذي أنشأ هذه التربة العظيمة، فإنه قتل في الشام في عام ٨١٥ هـ ودفن بمقبرة باب الفراديس بدمشق. انظر: ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ٩/ ١٨٥، حاشية رقم (٥).
(١) وردت الكلمة في الأصول "الشريف" والتعديل من غاية المرام، ج ٣، ص ٣١٥.
(٢) وفي بدائع الزهور ٤/ ٤٥٦. "وفي يوم الجمعة ثاني هذا الشهر أرسل السلطان إلى السيد الشريف بركات تقدمة حافلة وهو في تربة الظاهر برقوق، فكان من جملتها ذهب عين أربعة آلاف دينار، وأربعة مماليك فرسان وهم باللبس الكامل، وكان الشريف بركات اشترى من مصر مماليك، وأهدت إليه الأمراء عدة مماليك فكان معه نحو خمسين مملوكا مكملة بالسلاح، وأرسل إليه السلطان ستة بقج ضمنها صوف وصمور ووشق وسنجاب وبعلبكي وتفاصيل حرير سكندري وأبراد منزلاوي وشقق برق بجر ذهب، وأثواب مخمل ملون وأثواب برصاوي مزهر بقصب، فأرسل إليه من كل صنف من هذه الأصناف عشرة قطع، وأرسل إليه نمجاة زعموا أنها نمجاة بعض الصحابة، فكتب السلطان اسم الشريف بركات عليها وسقطها بالذهب، وأرسل إليه أربعة أسياف خاص وهي مسقطة بالذهب، وأرسل إليه أربعة زرديات وهي مسقطة بالذهب، وارسل إليه صنجقين سلطاني بطلقين فولاذ، أحدهما حرير أصفر مرقوم بالذهب، وآخر حرير أصفر برسم الأسفار، وأرسل إليه محفة بغش جوخ أصفر، وكان قبل ذلك أرسل إليه عدة خيول وهجن وجمال بخاتي وبغال وسلاح برسم المماليك الذين معه، وقد أغدق عليه بكثرة الأنعام له حتى أدهشه بالعطايا فوق ما أهدى إليه السيد الشريف بركات بأضعاف، فلما وصلت هذه التقدمة إلى الشريف بركات أخلع على غلمان السلطان والمهتار محمد مهتار الطشخاناة الخلع السنية، وفرق عليهم الدنانير والدراهم".