للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى البركة يوم ثاني تاريخه وهرب من جماعته ليلة السفر، ولد القائد بن مفتاح البقيري، وجوهر طويل هما خدموا الشريف راجح بن محمد ولم يتخلف عنه غيرهما ولم يفقد أحد من جماعته إلا مدرج مات فقط، وفرح الناس بهذه الأخبار، وحصل للقصاد خلع كثيرة من جماعة الشريف للأمراء والقضاة، ولعب العسكر الحمام بالمعلاة بالخيل، وصار ولد الشريف وبعض أعمامه والأميران الباش والمحتسب يطلعون إلى المعلاة ويلعبون كل يوم بعد العصر مدة ثلاثة أيام، وبقية الأسبوع كان أهل مكة يلعبون عند بيت الشريف بركات صباحا ومساء واتفق المالكي الجديد الزيني عبد الحق (١) بن القاضي النوري علي بن أبي اليمن النويري، أن أثنين تداعيا عنده في قضية فحكم على أحدهما فقال: له وكيل المحكوم عليه يحلف المحكوم أن الشهود شهدوا بحق، فقال: ليس هذا مذهبي فقال: الوكيل وهو يوسف بن قاسم بن كحيلها المكي، سألت العلماء المالكية فقالوا: لي ذلك ولعله سمى له عالم المالكية القاضي جلال الدين أبي السعادات بن أبي العباس المالكي، فسبه وسب من قال له ذلك، ونزل من على دكته وأخذ نعله وضربه بها مرارا وأساء عليه أيضا جلساء القاضي، وأعظمهم جمال الدين الفومني، فتكلم المضروب فحبسه فتكلم أصحابه مع القائد جوهر [المغربي] (٢) أحد المقربين عند


(١) هو: عبد الحق بن علي بن محمد (شرف الدين) أبو محمد ابن القاضي نور الدين أبي الحسن ابن القاضي أمين الدين أبي اليمن العقيلي النويري الأصل المكي المالكي، عرض على السخاوي بمكة سنة أربع وتسعين وثمانمائة الأربعين، والرسالة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٣٧، رقم الترجمة ١١٤.
(٢) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) هو الصواب. وهو القائد جوهر المغربي وزير الشريف (أبو نمي) مات مقتولا في يوم الجمعة ثامن عشري رمضان سنة ٩٤٢ هـ على يد الشريف أبو نمي، وعند مماته فتح السيد أبو نمي بيته ووجد فيه كثيرا من السلاح والدروع، وبعض نقد استعمله، وقال الشريف أبو نمي: "ضيع مالي". انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٣٤٨.