للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيده السيد بركات، فأمر بإخراجه فأخرج وتوجه إلى جدة بعد أن أشكى على القاضي وما لقي من ينفعه وكل مفعولا جائز، ولا أحد يتقيد بالشرع ولا ينكرون المنكر بل يستحسنون أفعال القوي، ولو كانت غير جائزة [بالشرع] (١) ولا محمودة فلا حول ولا قوة إلا بالله، وقد فعل هذا مع غير واحد، والناس يشلون عليه في ذلك وفي غيره من التناول واستباحة أعراض الناس، وصحبة من لا يصلح من المتجهزمين الأشرار، فالله يزيله ويزيلهم عن المسلمين (٢). ولما لم ير المضروب نصرة له توجه إلى جدة لأستاذه محمد بن راجح أحد المباشرين بجدة فاشتكى عليه حاله فتشوش له وتوجه إلى نائب جدة الحسامي حسين فشكى عليه ما وقع له فتشوش لذلك، وكتب كتبا لكل من القاضي الشافعي والأميرين الباش والمحتسب وأرسل معه خزنداره، فجاء لمكة في أول ليلة الاثنين عاشر الشهر وأعطيا الكتب لأربابها ثم خاط الناس في ذلك وماطوا (٣) واجتمع المالكي بالمذكورين وغيرهم. وتشوش كثيرا وظهر عليه ذلك، إلا أن أصحاب الوظائف قالوا يبقى علينا عادة فدافعوا عنده وعقد لهما مجلس بمدرسة السلطان بعد عصر تاريخه، فلم يحضر فيه القاضي الشافعي فأرسلوا إليه ثم جاء بعد زمان، فتكلموا في غيبة الخصم وتواعدوا إلى ثاني تاريخه وهو يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر، فحضر القاضي الشافعي والأميران الباش والمحتسب والدويدار فارس فتكلموا وجاءوا كلهم على المضروب فتشوش فارس، وقام عنهم من المجلس وقال: هذا ضعيف


(١) وردت الكلمة في الأصل "باشرع" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) ينتقد المصنف بعض القضاة على تصرفاتهم وظلم الرعية، وتكشف الحادثة عن الفساد الذي دب في مجالس القضاة في مكة، وقلب الحقائق وعدم الأخذ بالشرع. كيف لا والبينة على من أدعى! أليس الشهود أحد وسائل البينة؟، ويبدو أن سبب هذا الفساد القضائي الرشوة والمحسوبية.
(٣) مثل عامي يقصد به انتشار الإشاعات بين الناس.