للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منازعة] (١) جارنا جلال الدين القرشي الذي صار إليه بيت عبد الغني القباني بجوارنا [ونازعني] (٢) في ظلة لنا أمام البيت لنا يأتيه، وجدار من جداراتها أبنته على القاضي الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة وبيننا وبينه الله تعالى، وكان هو تقدمنا إلى الشريف، وخيرنا الشريف في ثلاثة أشياء الصلح أو المحاكمة عند القضاة أو الصبر حتى يجيء لمكة ويعقد لنا عقد مجلس بالقضاة والفقهاء فأخترت هذا، ثم قال: لنا بعد انفصالنا عن الشريف أنا أرضى بما يقول ولدي جار الله، وقال: للسيد الشريف اصطلحنا ثم عدنا لمكة وأشاع هذا أيضا، والله يقدر لنا وله ما فيه الخير ويردع الظالم ولا يمهله، وعدنا جميعا من عند الشريف في الليلة الثانية بعد أن أكرمنا جزاه الله خيرا.

وفي هذه الليلة وصل القاضي زين الدين الناظر بجدة والمحتسب بها ومعه جماعة مماليك وقواسه وغيرهم على هيئة الترسيم من نائب جدة الأمير حسين ليستلف مالا يؤديه لنائب جدة فباع صينيا في بيته، ودار بنفسه على التجار، والله يقضي حاجته ويعينه على ما أقامه فيه. وتزايد في هذا الشهر قيمة الحب جدا حتى صارت الغرارة الزيلعية بأربعمائة محلق وهي سبعة عشر أشرفيا إلا ثلث، وكذا المابية واللقيمية المليحة بأكثر من ذلك والزيلعية من ذلك بمحلقين ونصف وبثلاثة إلا ربع والدخن الذرة بمحلقين ونصف، والناس تحت لطف الله، والرطل السمن بأربعة محلقة ونصف السلا البقري (٣) بأربعة، وجاءت قافلة من حلى وفيها الشيخ أبو القاسم بن الشيخ عمر بن علي الغماري الطواشي، والأمير قيس بن محمد بن دريب صاحب حلي جاء بسببية الصلح مع الشريف بركات بن محمد، فأمر الشريف بإكرامهما وإحترامهما، وجعل


(١) وردت الكلمة في الأصل "منارعة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "ونارعن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد به دهن البقر.