للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقدم أبي قاسم بن الغماري عمر بن علي بن عبد الله الطواشي خمسين دينارا، ولأخيه الكبير عشرة أشرفية ولبقية جماعة الأمير خمسة خمسة أشرفية، ولأربعة أنفس من العرب عشرة عشرة، ويقال: إن الشريف طلب منهم يعني العرب الخيل والدروع فما وافقوا على ذلك.

وفي يوم الأحد رابع الشهر وصل لمكة قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة، ومعه أوراق وصلت بجدة من أبي المكارم بن محب الدين بن أبي البركات ابن أحمد الزين من مصر، وكان أشاع المالكي الجديد وهو عبد الحق النويري أنه سعى في قضاء المالكية بمكة ثم مات في سادس عشري رجب، وأسند ذلك إلى ورقة وصلته من الخادم ياقوت النيربي أحد السقاة بالقلعة، وفيها أن قاضي القضاة عبد البر بن الشحنة الحنفي مات في تاسع عشري رجب (١)، وأن ابن النقيب القاضي الشافعي بمصر ولي القضاء بثلاثة آلاف دينار، وأقام خمسين يوما ثم عزل بالشيخ كمال الدين الطويل الذي كان قاضيا بثلاثة آلاف أخرى وصار هو وجماعته يشيعون هذه الأخبار ويتبجحون بموت أبي المكارم بن الزين حتى جاءت أوراقه، وفي بعضها تاريخه سادس شعبان والباقي في سابع رجب، وفيها أن قوام الدين بن الضياء


(١) وكانت وفاته في يوم الجمعة ليلة السبت ٢٨ رجب من هذا العام (٩٢١ هـ) توفي وله من العمر نحو خمسة وسبعين سنة، وقد أقام في منصب القضاء ثلاث عشرة سنة وأشهر، وقد ذكر ابن إياس أنه كان من أحصاء السلطان بحيث أنه كان ينام عند السلطان بالقلعة ثلاث ليال في الأسبوع، وصار هو المتصرف في أمور المملكة بحضرة السلطان، واستمر على ذلك حتى تغير خاطر السلطان عليه بسبب عزله القضاة الأربعة في يوم واحد، فعزل معهم واستمر على عزله حتى مات من شدة قهره. وقد جاء تاريخ وفاته في مفاكهة الخلان، ص ٣١٣. وشذرات الذهب ١٠/ ١٤١. والكواكب السائرة ١/ ٢١٩. أنه توفي في خامس شعبان من هذا العام ٩٢١ هـ وهذا خطأ، والصواب ما ذكره المصنف وابن إياس "أنه توفي في يوم الجمعة ليلة السبت ٢٨ رجب" وذلك لمعاصرة ابن إياس له. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٧٠.