للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحنفي سعى في قضاء الحنفية بمكة بمائتي دينار وطلبوا منه زيادة فإن عبد القادر بن أبي الغيث بن زبرق أرسل للأمير طقطباي نائب القلعة المستأجر منهم بلاد قليشان ليسعى له بأربعمائة دينار وتوقف، وقال: لا أسعى لصغير على شيخ إذا كان له غرض يأتي بنفسه، ولما سمع المالكي بهذه الأوراق أرسل [ورقته] (١) لقاضي القضاة الشافعي ورأوا فيها إلحاقات غير خط الأصل في جانبها وقفاها، وصار يقول مستندي هذه الورقة والناس متوقفون فيها والله أعلم بحقيقة الحال. ثم جاء قاصد الشريف من مصر لإشتهاره بالكذب وإظهاره الشماتة بموته في يوم الأحد ثامن عشر الشهر، ومعه أوراق للناس وفي بعضها تحقيق خبر موته في آخر رجب بعد سفر أخيه حسن إلى الشام بشهر، وأنه جعل وصية الشيخ نور الدين المحلي، والزيني عبد الباسط (٢) بن الأدمي، ونيح عليه ليلة الاثنين رحمه الله تعالى، وخلف بنتين وزوجة أمهما وأخاه لأبيه البدري حسن وهو مسافر كان واجهه بمصر بعد مجيئه من الروم ثم سافر حسن إلى الشام ولم يحضر موته، ووصل في أوراق الناس أن القاضي بدر الدين محمود (٣) بن القاضي عبد


(١) وردت الكلمة في الأصل "وقته" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) هو عبد الباسط بن محمد بن عبد الرحمن بن الشيخ نور الدين علي بن أحمد بن أبي بكر الأدمي القاهري، كان يكثر المجيء لمكة عن طريق البحر. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٩، رقم الترجمة ٩١.
(٣) هو: محمود ابن عبد البر ابن محمد ابن قاضي القضاة حسام الدين ابن قاضي القضاة سري الدين ابن الشحنة الحنفي، ولد بالقاهرة، ولي قضاء حلب ثم كان آخر القضاة الحنفية بالقاهرة في الدولة الجركسية. وكان السلطان الغوري أخلع عليه وقرره في قضاء الحنفية عوضا عن القاضي شمس الدين السمديس الحنفي في يوم الخميس رابع عشر رمضان من هذا العام ٩٢١ هـ. وكان محمود شابا قليل العلم، وقد استكثر غالب الناس على محمود وظيفة القضاء، ولما دخل السلطان سليم القاهرة وهرب السلطان طومان باي إلى الصعيد وطلب الأمان أجابه سليم وبعث إليه بالأمان مع القاضي محمود وبعض رفقائه في القضاء فقبض طومان باي عليهم -