للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في الصباح حضر الناظر المطاف وجاءوا بعمال مع الفراشين ونظفوا جميع الطواف فإنه كان امتلأ مدرا يتعذر معه المشي، وأتفق في ذلك المطر شيء غريب وهو أن البرد نزل فوق العمرة في طريق الوادي حتى صار كوما أو أكواما وما سمع به الحمالون والصغار فصاروا يحملونه في المكاتل ويبيعونه واستمروا يحملونه ثلاثة أيام، وما أعلم هل بقي يوم الرابع شيء أم لا، ورأيت/بعضه يوم الثالث مع بعض الحمالين بل استمر نحو جمعتين، وفي بعضه شيء مثل البيضة أو قريبها، ويقال: أنها كانت أكبر ويقول الناس هذا لطف خفي الذي ما نزل في قرية أو في فريق [من فريق] (١) العرب كان يعور الناس. وحصل المطر في الشرق واليمن وحوالي مكة حتى رضي العرب. ولما جاء السيد الشريف إلى الفج طرف البر وجلس به أياما وسمع بشرب اليمن تحول إليها ونزل بحلته بطفيل (٢) جبل قرب مكة، وحصل لجدة مطر وامتلأ نصف الصهاريج فيما سمعنا، ودخلها جلاب من اليمن وزيلع ورخص السعر يسيرا والله يلطف بالمسلمين، والسمن طلع سعره إلى أربعة محلقة ونصف وخمسة محلقة الرطل ثم تنازل السعر في هذه الجمعة السمن بعضه إلى ثلاثة محلقة، والحب الزيلعية إلى محلق وربع، والمصرية والدخن الربعية إلى محلق ودرهمين الذرة إلى محلق.

وفي يوم الاثنين تاسع عشر الشهر مات الشريف مزاحم، وصلى عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة بتربة بيت الزين بشعب النور الذي له بيوت في الشبيكة، ويقال:

هو من أهل الروضة وهو [يتجر] (٣) بجدة في الحب وغيره، وعنده بعض دراهم للشرفا


(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من (ب) لسياق المعنى.
(٢) طفيل: من الطفل بالتحريك وهو بعد العصر إذا طفلت الشمس للغروب كأن هذا الجبل يحجب الشمس فصار بمنزلة مغيبها. وطفيل: جبلان على نحو من عشرة فراسخ من مكة. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٥/ ٢٣٢.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "يبحر" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.