للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولهما بالمعلاة وعلى ثانيهما بالمطاف عند الحجر (١) وشيعهما ناس قليلون لتوالى المطر في هذا اليوم أيضا.

وشرع في تجهيز الأموات من قبل صلاة الجمعة، فصاروا يغسلون من زمزم الرجال بفرشة زمزم والنساء داخل زمزم. وجاء القاضي الشافعي وغيره، ويقال إنه الخواجا شيخ محمد قاوان بثياب للتكفين، [ويحملون] (٢) إلى المعلاة وإلى الشبيكة بعد [الصلاة] (٣) فيما أظن، واستمروا يفعلون ذلك حتى في ليلة السبت وبعض يومها، وأحصى ذلك فكانوا مائة [وبضعا] (٤) وعشرين (٥)، وهؤلاء هم الذين غسلوا بزمزم وصفّتها، وكثير عرفهم أهلهم/ [وأخذوهم وجهزوهم] (٦). وتركت الجماعة


(١) السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ١٢٥ وفيه "وجعل نفسه فوق شاذروان الحجر لتعذر وضعه عند باب الكعبة"، الجزيري: الدرر الفرائد ١/ ٧٥٩.
الحجر (حجر إسماعيل): بكسر الحاء وسكون الجيم، ما بين الركن الشامي والركن الغربي من الكعبة المشرفة من جهة الميزاب، وأما صفته فهو عرصة مرخمة لها جدار منقوش على صورة نصف دائرة وارتفاع جداره دون القامة. وكانت حجارته بادية فعمره الخليفة المنصور العباسي سنة ١٤٠ هـ بستره بالرخام ثم جدده الخليفة المهدي سنة ١٦١ هـ، وجدده المتوكل سنة ٢٤١ هـ، وعمر بعد ذلك عدة مرات منها عمارة حسنة في المحرم سنة ٨٢٦ هـ بأمر متولي العمارة زين الدين مقبل القديدي، ثم توالت عليه التجديدات. منها عمارة السلطان قايتباي سنة ٨٨١ هـ، وعمارة السلطان قانصوه الغوري سنة ٩١٦ هـ. والجزء الأمامي من الحجر بمقدار ستة أذرع وشبر هو من الكعبة لأن قريشا حين بنتها قصرت بها النفقة الحلال فتركت ذلك من الكعبة في الحجر. الأزرقي: أخبار مكة ١/ ٣٢٠ - ٣٢٢، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٣٤٥ - ٣٤٧، الكردي: التاريخ القويم ٣/ ١١٩ - ١٢٠.
(٢) وردت في الأصول "يحملوا" والمثبت هو الصواب.
(٣) وردت في الأصول "صلاة" والمثبت هو الصواب.
(٤) وردت في الأصول "بعضا" والمثبت هو الصواب.
(٥) ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٩٨ وفيه "نحو سبعين نفسا".
(٦) وردت في الأصول "وأخذهم وجهزهم" والمثبت هو الصواب.